ويستحب أن يكون الخطيب بليغا ، مواظبا على الفرائض ، حافظا مواقيتها ، والمباكرة إلى المسجد بعد حلق الرّأس وقصّ الأظفار والشّارب ، والسكينة ، والطّيب ، ولبس أفخر الثّياب ، والتّعمّم ، والرّداء ، والاعتماد ، والسّلام أوّلا.
______________________________________________________
قوله : «ويستحب أن يكون الخطيب بليغا ـ إلخ» والظاهر أنّ دليله ظهور تأثير مثله ، وكذا المواظبة.
ودليل استحباب المباكرة الخبر الدالّ على الفضيلة مفصلا للمقدّم والمتأخّر (١)
والظاهر أنّ الفرد الأعلى التّوجّه إليه بحيث يصلّى صلاة الفجر فيه ، والاستمرار ، فكأنّه أفضل من فعل غسل يوم الجمعة ، في وقت الفضيلة ، أو يخرج للغسل ، ولكن () قوله : «بعد حلق الرّأس ـ إلخ» يدلّ على الأوّل ، فيكون هذا متنا غير مذكور في محلّه اعتمادا على ذكره هنا ، ومقاومة الأفضل منه كفضيلة المباكرة.
والاشتغال فيه بالعبادة ، ولكن يشعر حينئذ بعدم كراهة النافلة في المسجد والأفضليّة في البيت لأنّه تصلى نافلة الجمعة بل غيرها من النّوافل فيه.
وما رأيت خبرا بخصوصه في حلق الرّأس كأنّه داخل في الزّينة يوم الجمعة.
وأما التّعمم والرّداء وكونه يمنيا أو عدنيا ، والاعتماد على شيء ، والسّلام. فيدلّ عليه الأخبار (٢).
ولنذكر بعض الأمور المرغّب فيها ، وقد مرّ عشرون ركعة فيه زيادة ، وفي بعض الاخبار مع كون الرّكعتين بعد الزّوال ، وفي الصحيح عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : سألته عن ركعتي الزّوال يوم الجمعة : قبل الأذان أو بعده؟ قال : قبل الأذان (٣)
__________________
(١) الوسائل كتاب الصلاة باب (٢٧) من أبواب صلاة الجمعة وآدابها حديث : ١ ولفظ الحديث : «عن أبي جعفر عليه السلام ، إذا كان يوم الجمعة نزل الملائكة المقربون ، معهم قراطيس من فضة وأقلام من ذهب فيجلسون على أبواب المساجد على كراسي من نور ، فيكتبون الناس على منازلهم ، الأول والثاني حتى يخرج الإمام ، فإذا خرج الامام طووا صحفهم ، ولا يهبطون في شيء من الامام إلا يوم الجمعة ، يعني الملائكة المقربون» وورد بمضمونه على العامة أيضا ، راجع صحيح مسلم ، كتاب الجمعة ، حديث : ٨٥٠
(٢) الوسائل باب (٢٤) من أبواب صلاة الجمعة وآدابها حديث : ١ ـ ٢ وباب (٢٨) من هذه الأبواب حديث : ١
(٣) الوسائل باب (١١) من أبواب صلاة الجمعة وآدابها حديث : ٢