والاعلام ،
______________________________________________________
فتكون باقية بارزا ، ثم الدور خلفها ، ووضع رجله اليمنى التي تلي يسار السرير على يمين الحامل أيضا ثم وضع رجله اليسرى التي تلي يمين السرير على يسار الحامل ، ثم وضع يده اليسرى التي تلي يمين السرير على يسار الحامل ، فيكمل دور الرحا. والظاهر انه هو المشهور والمنقول كما عرفت ، والمفهوم من بعض العبارات.
واما الذي ذكره المصنف في المنتهى : من ان يبدء الحامل بمقدم السرير الأيمن ، فغير واضح وغير منطبق على ما ذكره في الحاصل ، فينبغي الأيسر ، الا ان يريد به الذي يلي اليد اليمنى من الميت ، أو اليمنى بالنسبة إلى الميت ، كما يدل عليه قوله في الحاصل : وكذا قوله في الحاصل (فيضعها على كتفه الأيسر) فإن الظاهر من الرواية وضعه على الأيمن. ولهذا استدل المصنف ـ على رجحان مختارنا على مختار الجمهور ـ بالأخف ، ولما عرفته ، وكذا باقي كلامه.
واما الذي ذكره الشارح فغير واضح أيضا ، لأن الابتداء ليس بمقدم السرير الأيمن الذي يلي يسار الميت ، بل الابتداء بمقدم السرير الأيسر ، وهو الذي يلي يمين الميت ، وقد كان صريحا في عبارة المصنف المنقولة من المنتهى ، وكذا قوله مؤخر السرير الأيمن إلخ. وأيضا ان ما ذكره الشارح ليس الذي صرح به في المنتهى ، ولا المشهور ، وهو ظاهر من النظر في قوله ، وحاصل ما ذكرناه ، فان الابتداء فيه بيمين الميت مع دور الرحا وكلام الشارح صريح في ان الابتداء بيسار الميت ، مع كون الدور غير دور الرحا ، نعم يتوهم ذلك أوّلا من أول كلامه ، فتأمل.
وقد عرفت من هذا كله انه قد بقي الاشتباه والإجمال في كلامه مع دعواه حينئذ وجودهما في غيره ، فتأمل ، ولهذا فصلنا فيه الكلام مع كون الكيفية مستحبة ، وانه يؤدى على اىّ وجه اتفقت لما مر.
قوله : «والاعلام» للمؤمنين ، دليله العقل ، لأن كثرة الدعاء ، له نفع واضح ، وكذا للمدعوين أيضا نفع باشتغالهم بالعبادة ، أقلها التعزية : وقد يحصل الألم فيسترجع ، فيدخل في الآية (١) ويصل سرور المؤمن ، والتشييع ، والحمل ، والصلاة ،
__________________
(١) المراد الآية الشريفة «وَبَشِّرِ الصّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة ، (١٥٥)