والترحم.
______________________________________________________
وآله يصنع بمن مات من بنى هاشم خاصة شيئا لا يصنعه بأحد من المسلمين ، كان إذا صلى على الهاشمي ونضح قبره بالماء ، وضع كفه على القبر حتى ترى أصابعه في الطين فكان الغريب يقدم ، أو المسافر من أهل المدينة فيرى القبر الجديد عليه اثر كف رسول الله (ص) فيقول من مات من آل محمد (ص) (١)
يدل على اختصاص فعله بهم ، وقد يكون ذلك لسبب ما نعلمه ولا يدل على منع فعل الناس بغيرهم ، ويحتمل كون الاختصاص بزمان دون زمان.
ويدل على اختصاصه بمن لم يصل على الميت مثل رواية إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام ان أصحابنا يصنعون شيئا ، إذا حضروا الجنازة ودفن الميت ، لم يرجعوا حتى يمسحوا أيديهم على القبر! أفسنة ذلك أم بدعة؟ فقال : ذلك واجب على من لم يحضر الصلاة عليه (٢) وكذا رواية محمد بن إسحاق ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام شيء يصنعه الناس عندنا! يضعون أيديهم على القبر إذا دفن الميت؟ قال : انما ذلك لمن لم يدرك الصلاة عليه ، فاما من أدرك الصلاة فلا (٣)
ولعل المراد شدة الاستحباب لمن لم يصل وعدمها لغيره ، ولهذا قال في الاولى ، ان ذلك واجب على من لم يحضر الصلاة عليه : أو تحمل على التقية لو كانت ، مع عدم صحة السند والمعارضة بالأشهر ، والأصح في الجملة ، والفتوى المشهور ، والعمل كذلك.
قوله : «والترحم» اى الدعاء له بان يرحمه الله وقد مر ذلك في رواية محمد بن مسلم ، اللهم إلخ.
قال الشارح : وحكى في الذكرى عن الصدوق انه متى زار قبرا دعا به مستقبل القبلة ، ورأيت في بعض الروايات ، ان زيارة غير المعصوم مستقبل القبلة ، وزيارته مستدبرها ومستقبلة.
__________________
(١) الوسائل باب (٣٣) من أبواب الدفن حديث ـ ٤
(٢) الوسائل باب (٣٣) من أبواب الدفن حديث ـ ٢
(٣) الوسائل باب (٣٣) من أبواب الدفن حديث ـ ٣