.................................................................................................
______________________________________________________
والظاهر انه في الدفن والصلاة أيضا يكون إجماعيا ، وسيجيء البحث عنهما.
هذا في القريب المتمكن.
واما البعيد أو الذي لا يتمكن : فالظاهر ان قبلتهم الجهة ، لعدم إمكان العين ، ولقوله تعالى (شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (١) وهو النحو ، وهو المراد بالجهة : وان ما ورد من الاخبار ـ مع عدم الصحة : بأن البيت قبلة لأهل المسجد ، وهو لمن في الحرم ، وهو للخارج (٢) وقال به بعض المتقدمين ـ محمول على انها إشارة إلى الجهة ووسعة القبلة : بأن يكون جهة من في الحرم ـ ممن لم يتيسر لهم البيت ـ مقدار المسجد إذا كان قريبا : وجهة الخارج ، الحرم مثلا لمن لم يكن بعيدا كثيرا : مع انه يمكن ان يكون للكل بناء على الكروية ، ويبعد كون مراد المتقدمين : انه مع التيسر يجوز التوجه الى المسجد وترك البيت ، ولعل في كلامهم مسامحة كما في الاخبار ، للظهور.
والظاهر : ان المراد بالجهة ، هو النحو ، والجانب ، والسمت ، والطرف عرفا : كما يقال البلد الفلاني في هذا السمت والجانب والجهة : ولكن لما كان لها وسعة ـ ولم يصح الاستقبال على كل وجه : وان كان مقتضى الآية الإطلاق ـ ورد عن الشرع علامات إذا عمل بها صار مستقبلا لها فهو المراد بالجهة ، والعلامات تخمينية ، ولهذا اختلفت : فالجهة ، هي الجانب الذي يكون متوجها اليه ، مع العمل بالعلامات الواردة عن الشرع ، سواء كان حال الاختيار أو الاضطرار : من الجدي ، والشرق والغرب ، وغيرها ، فتسقط الأبحاث الواردة فيها ، مع انها ليست في الدليل حتى يحتاج الى تحقيقها ، بل علينا ان تحقق الشطر والتوجه اليه كما وقع فيه.
وأبعد ما قيل اعتبار ـ المحقق الثاني في الجهة ـ القائمتين (٣) مع عدم
__________________
(١) البقرة : ى (١٤٤).
(٢) الوسائل باب ٣ من أبواب القبلة فراجع.
(٣) قال في روض الجنان : وقال المقداد : جهة الكعبة التي هي القبلة ، للنائي ، هي خط مستقيم يخرج من المشرق الى المغرب الاعتدالين ويمر بسطح الكعبة ، فالمصلي حينئذ يفرض من نظره خطا يخرج