.................................................................................................
______________________________________________________
اعتبار هما في العين ، وعدم تحققهما : لأنها يتفاوتان بأدنى التفاوت ، ولو بمثل شعرة ، مع انه يجوز الالتفات يمينا وشمالا ، ولا يعلم ، بل ولا يظن المصلى وقوفه كذلك في صلاتين في موضعين ، بل في موضع واحد في ركعة واحدة ، لانتقال قدميه وأعضائه ، وهو ظاهر : ومع ذلك لا بد من ضم الوقوف على وجه يكون على العلامة الخاصة : فهو يكفى : وكذا في أكثر تعريفات الجهة ، فينبغي الاختصار عليه كما أشرنا.
وان أردت تعريفا للجهة ، للضبط ، فقل : انها جانب توجه المصلي اليه على الوجه الشرعي : فإنه أخصر ، وأوضح ، وأسلم ، فتأمل.
ومما يبعد اعتبار ذلك ، وسعة الجهة باعتبار العلامات ، فإنها بعيدة ، فيبعد اتفاق اعتبار شخصين ، بل شخص واحد سمتا واحدا : ولأن الجدي له وسعة ، وكذا المنكب : ولا يمكن الزوايا في كل موضع منه : فكان الاولى ترك هذا البحث : لكن توجهنا اليه قليلا ، للإشارة إلى فساد ذلك بناء على اعتقادنا ، حتى لو تأمله شخص ، لا يوجب على نفسه مثل ذلك بمجرد ما قيل تأسيا.
وبالجملة انا أجد أمر القبلة أسهل ما يكون ، كما يدل عليه ظاهر القرآن الكريم (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (١) و (شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (٢) والسنة الشريفة : مثل (ما بين المشرق والمغرب قبلة) (٣) وهو في الصحيح في الفقيه والتهذيب : وغيره من الاخبار ، والشريعة السهلة السمحة : وفقد ما يصلح دليلا : إذ ليس في الروايات إلا خبرين ضعيفين مجملين كما ستقف عليه ، للعراقي فقط ، ولا يليق للشارع ، إهمال ما يتوقف عليه أصل كل العبادة ، والذبح الحلال الطاهر ،
__________________
الى ذلك الخط ، فان وقع عليه على زاوية قائمة ، فذاك هو الاستقبال ، وان كان على حادة ومنفرجة ، فهو الى ما بين المشرق والمغرب إلخ وهذا التعريف مخصوص بجهة العراقي ، وتبعه على ذلك المحقق الشيخ على ، الا انه اتى بتعريف يشمل جميع البلاد ، فقال : المراد بالجهة ما يسامت الكعبة عن جانبيها ، بحيث لو خرج خط مستقيم من موقف المستقبل تلقاء وجهه ، وقع على خط جهة الكعبة بالاستقامة ، بحيث يحدث عن جبينيه زاويتان قائمتان : فلو كان الخط الخارج من موقف المصلى واقعا على خط الجهة ، لا بالاستقامة ، بحيث يكون احدى الزاويتين حادة والأخرى منفرجة ، فليس مستقبلا لجهة الكعبة انتهى.
(١) سورة البقرة ١١٥.
(٢) سورة البقرة ١٤٤.
(٣) الوسائل باب ٢ من أبواب القبلة حديث ـ ٩.