ولو فقد علم القبلة عول على العلامات. ويجتهد مع الخفاء.
______________________________________________________
لإبراهيم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يسأل عن الصلاة في السفينة؟ فيقول : ان استطعتم ان تخرجوا الى الجدد ، (كأنه البر) فاخرجوا ، وان لم تقدروا فصلوا قياما ، وان لم تستطيعوا فصلوا قعودا وتحروا القبلة (١).
وما يدل على الجواز ـ مثل رواية جميل بن دراج قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصلاة في السفينة؟ فقال : ان رجلا اتى أبي فسأله ، فقال : إني أكون في السفينة والجدد منى قريب فأخرج فأصلي؟ فقال له أبو جعفر عليه السلام اما ترضى ان تصلى بصلاة نوح (٢) ، مع مخالفته للقواعد ، وعدم الصحة ، لوجود على بن سندي في الطريق (٣) وهو مجهول ـ يمكن حمله على ان يكون في الخروج مشقة ، وان كان البر قريبا : أو على الصلاة في السفينة حين قيامها ، وما صرح بالصلاة فيها مع عدم الاستقرار ، وصلاة نوح عليه السلام ما يعلم كونه حال عدم الاستقرار فيحتمل كونها في حال الاستقرار ، والأخير أولى.
قوله : «(ولو فقد إلخ)» دليل تقديم العلم بالقبلة ـ بنحو المشاهدة ، ومحراب المعصوم ، كمحراب المدينة المشرفة ، ومسجد الكوفة ، والبصرة ، والمدائن على ما نقل فيها من التواتر ـ على العلامات ظاهر.
وكذا العمل بها مع تعذر العلم بغيرها.
وكذا العمل ببعض الأمارات المفيدة للظن في الجملة عند تعذرها ، مثل العمل بالرياح ، والقمر الليلة السابعة عند المغرب ، وليلة أربعة عشر نصف الليل ، وليلة احدى وعشرين عند الصبح : فان القمر قريب من قبلة العراق في هذه الليالي : كل هذا تخمينى :
ولا دور في العمل بالرياح : لجواز العلم بها من الجهة. ثم بوقوع الغيم مثلا ، والبعد عن الموضع بالسير ، يحصل الاشتباه بالجهة ، مع العلم بعدم تغيير الرياح عن تلك الجهة التي كانت منها : أو من غير الجهة مثل البرودة وغيرها.
__________________
(١) الوسائل باب (١٣) من أبواب القبلة حديث ـ ١٤ ـ
(٢) الوسائل باب (١٤) من أبواب القبلة حديث ـ ١١ ـ
(٣) سند الحديث كما في التهذيب هكذا (محمد بن على بن محبوب ، عن على بن السندي ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج إلخ).