وطهارة المولد
وان لا يكون قاعدا بقائم
______________________________________________________
وان كلما كانوا يجدون جماعة كانوا يصلون جماعة من غير تفتيش وغير ذلك كما مر. فإنه على ما يظهر لي ليس الأمر صعبا ، والشريعة السهلة دالة عليه مع توقف الأمور الكثيرة على العدالة والثواب العظيم ، وقد مر ، فلا ينبغي حملها بحيث لا يوجد أو يندر ، أو فوت هذه السعادة عن هذه الطائفة الناجية.
واما اشتراط طهارة المولد : فكأنه إجماع عندهم لعدم نقل الخلاف فيه في المنتهى الا عن العامة.
واستدل أيضا بأنه شر الثلاثة في الخبر (١) عن طريق العامة ، فيدل على انه شر من والديه ، ولا شك في كون الزنا كبيرة مانعة وبأنه لا يسمع شهادته.
وبصحيحة أبي بصير المتقدمة قال خمسة لا يؤمون الناس على كل حال وعد منهم ولد الزنا (٢) ومثلها في الحسن عن زرارة (٣)
ولا شك ان المراد من تحقق شرعا فيه ذلك ، ولو كان عند المأموم خاصة.
واما عدم النقص بالنسبة إلى المأموم ، الذي هو شرط خاص بان لا يكون الامام قاعدا والمأموم قائما ، فللنقص الظاهري.
ويدل عليه أيضا ما روى في الفقيه : فلما فرغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : لا يؤمن أحدكم بعدي جالسا (٤) وهو من طرقهم أيضا منقول (٥)
__________________
(١) مسند احمد بن حنبل ج ٢ ص ٣١١ ولفظ الحديث (عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه (وإله) وسلم : ولد الزنا اشر الثلاثة)
(٢) الوسائل باب (١٤) من أبواب صلاة الجماعة حديث : ١
(٣) الوسائل باب (١٤) من أبواب صلاة الجماعة حديث : ٢
(٤) الوسائل باب (٢٥) من أبواب صلاة الجماعة حديث : ١
(٥) سنن الكبرى للبيهقي ج ١ ص ٨٠ باب ما روى في النهي عن الإمامة جالسا ، وبيان ضعفه ، وفيه (لا يؤمن أحد بعدي جالسا)