والأكل والشرب.
______________________________________________________
فقال : إذا كان ذلك فاذكرني عنده (١) وفيه مبالغة زائدة.
والغالب في التباكي حصول الصوت والحرف ، مع انه أعم ، وروى ان البكاء على الميت يقطع الصلاة والبكاء لذكر الجنة والنار من أفضل الاعمال في الصلاة (٢) كأنه إشارة إلى الرواية المتقدمة عن أبي حنيفة.
وروى انه ما من شيء الأولة كيل أو وزن الا البكاء من خشية الله عز وجل فإن القطرة منه تطفئ بحارا من النيران ، ولو ان باكيا بكى في أمة لرحموا وكل عين باكية يوم القيامة الا ثلاثة أعين عين بكت من خشية الله وعين غضت عن محارم الله وعين باتت ساهرة في سبيل الله (٣)
وأيضا يدل على عدم كون البكاء لفقد المحبوب من الأمور الدنيوية ، ما ذكر من الثواب للبكاء على رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته سيما على الحسين عليه السلام مع عدم النظر إلى الأمور الأخروية ، بل لمجرد الفقد ، شفقة ومحبة لهم عليهم السلام ، فتأمل.
قوله : «والأكل والشرب» قال في المنتهى وهما يفسد ان الصلاة وهو مذهب الجمهور كافة ، واحتج الشيخ عليه بالإجماع ، وهو عندي مشكل ، والاولى ان مطلق الأكل غير مبطل ما لم يتطاول بحيث يدخل تحت الفعل الكثير فيكون إبطاله مستندا إلى الكثرة ، لا الى كونه أكلا وشربا. كأنه لا دليل عنده ، وما ثبت نقل إجماع الشيخ في الأكل (الكل ـ خ ل) بحيث يشمل المسمى ، أو وجد الخلاف المعتبر ، فما اعتبر الإجماع في الكل ، بل فيما تحقق. أو أوله بمثل ما قلناه مرارا ، وللجمهور أدلة لا تنهض حجة.
ولكن ، جعل الأصحاب (هذه ـ ظ) مسئلة على حده بخصوصها ـ من دون
__________________
(١) الوسائل باب (٥) من أبواب قواطع الصلاة حديث : ١
(٢) الوسائل باب (٥) من أبواب قواطع الصلاة حديث : ٢ ـ ٤
(٣) الوسائل باب (٥) من أبواب قواطع الصلاة حديث : ٣