.................................................................................................
______________________________________________________
الواجب من تعليم أو تعلّم ضروريّ ، وغير ذلك.
قال الشهيد الثاني (رحمه الله) في شرح الشرائع : المراء لغة ، الجدل ، والمماراة ، المجادلة ، والمراد به هنا المجادلة على أمر دنيوي أو ديني لمجرد إثبات الغلبة أو الفضيلة ، كما يتفق لكثير من المسمّين بالعلم ، وهذا النوع محرّم في غير الاعتكاف وقد ورد التأكيد في تحريمه في النصوص ، وإدخاله في محرمات الاعتكاف امّا بسبب عموم مفهومه أو لزيادة تحريمه في هذه العبادة (انتهى).
كأنه (١) مأخوذ من تعريف الغزّالي (٢) : المراء طعنك في كلام الغير لإظهار خلل فيه لغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار مرتبتك (مزيتك ـ خ ل) عليه إلخ (٣) وفيها تأمّل يعلم ممّا تقدم وسيأتي فتأمل.
وفي الآدابيّة : انه عبارة عن رد الحق (في موضع منها).
(وفي موضع آخر : واعلم أن حقيقة المراء الاعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه لفظا أو معنى أو قصدا لغير غرض دينيّ أمر الله تعالى به ، وترك المراء يحصل بترك الإنكار والاعتراض بكلّ كلام سمعه ، فان كان حقا وجب التصديق به
__________________
(١) هذا التعريف للمراء
(٢) في الكنى ج ٢ ص ٤٥٠ : الغزّالي أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن احمد الملقب حجة الإسلام الطوسي الفقيه الشافعي قيل لم يكن للطائفة الشافعيّة في آخر عصره مثله (الى ان قال) : والغزّالي بفتح أوله وتشديد الزاي نسبة الى الغزّال حكى أنّ والده كان يغزل الصوف ويبيعه في دكّانه (انتهى) وأشهر كتبه ما هو معروف ب (احياء العلوم) واختصره اخوه احمد الغزّالي وسمّاه لبّ الاحياء ، وهذّبه المولى المحقق الكاشاني وسمّاه محجة البيضاء في تهذيب الاحياء وقد شنّع على كتاب الاحياء أبو الفرج ابن الجوزي وقال : قد جمعت أغلاط الاحياء وسمّيته اعلام الأحياء بأغلاط الاحياء قد أشرت الى بعض ذلك في كتاب تلبيس إبليس (انتهى) وتوفي ١٤ ج ٢ سنة ٥٠٥ (مأخوذ من الكنى ج ٢ ص ٤٥٣)
(٣) عبارة الاحياء هكذا : حدّ المراء كلّ اعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه امّا في اللفظ واما في المعنى وامّا في قصد المتكلم