.................................................................................................
______________________________________________________
والاخبار في فضيلة مكة كثيرة جدا ومع ذلك يبعد الكراهة فيمكن حمل ما يفهم منه ذلك على الذي يقسو قلبه ويذنب كثيرا وهو أيضا بعيد لعدم دليل صحيح صريح في الكراهة مطلقا والشهرة ليست بحجة وورود الأخبار التي تدل على حصول الثواب العظيم للبرّ والفاجر والقاسي وغيره.
ويمكن الكراهة على الزيادة على السنة لما تقدم في خصوص السنة والظاهر عدمها أيضا لما فهم أنه كلّما زاد المقام زاد الثواب والحمل على ما تقدم جميل ، الله يعلم.
ثم انّ الذي يضعف وجه الكراهة المذكورة استحباب المقام بالمدينة مع وجود ذلك الوجه ويمكن في المشاهد كذلك.
قال في الدروس مكة أفضل بقاع الأرض ما عدا موضع قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وروى في كربلاء (على ساكنها السلام) مرجّحات (١) والأقرب أنّ مواضع قبور الأئمة عليهم الصلاة والسّلام كذلك امّا البلدان التي هم فيها فمكة أفضل منها حتى من المدينة.
وروى صامت عن الصادق عليه السّلام أنّ الصلاة في المسجد الحرام تعدل مأة ألف صلاة (٢) ومثله رواية السكوني عنه عن آبائه عليهم السّلام (٣).
واختلف الرواية في كراهة المجاورة بها واستحبابها والمشهور الكراهة اما لخوف الملالة وقلة الاحترام وامّا لخوف ملابسة الذنوب فان الذنوب (الذنب خ ل) بها أعظم ونقل انه الإلحاد (٤) والرواية فيه كما تقدم وما رأيت المرجحات وهو اعرف.
__________________
(١) راجع الوسائل الباب ٦٨ من أبواب المزار.
(٢) الوسائل الباب ٥٢ من أبواب أحكام المساجد الرواية ٨.
(٣) الوسائل الباب ٥٢ من أبواب أحكام المساجد الرواية ٧.
(٤) الوسائل الباب ١٦ من أبواب مقدمات الطواف الرواية ١ و ٣.