وتفتقر المسابقة إلى تقدير المسافة.
وتقدير العوض ، دينا كان أو عينا ، من أحدهما أو أجنبيّ.
______________________________________________________
ويمكن ان يدفع بانّا ما نقول انّ اللزوم لازم لإيجاب والقبول (لاشتراط القبول ـ خ) ، وعدم الاكتفاء بالإيجاب من حيث هو ، بل من حيث انه حينئذ يدخل تحت العقود جزما ، فيلزم لدليل لزومها ، فلا يضرّ عدم لزوم المضاربة ومنع الكليّة أيضا غير مناسب ، لأنّ ظاهر الأمر هو الوجوب واللزوم ، وخروج الوديعة والعارية على تقدير كونهما عقدين بدليل ، لا يضرّ كالمضاربة ، والمعنى المذكور للآية بعيد ، إذ المتبادر انّ العمل بمضمون العقد واجب ، فإذا كان مضمون (اسابقك) ان سبقتك آخذ منك السبق ، وان سبقتني أعطيك ذلك ، يكون العمل به واجبا ولازما ، لأنّه العقد لا غير ، فتأمّل.
قوله : ويفتقر المسابقة إلخ. إشارة إلى شرائط المسابقة ، وهي خمسة (الأوّل) تعيين المسافة ابتداء وانتهاء أي الموضع الذي يبتدئان منه ، والغاية التي ينتهيان إليها.
ودليله أنّه انما وقع هكذا في زمانه صلّى الله عليه وآله وأنّه لو لم يعيّنا يقع النزاع ، وانّه قد يهلك الدابة.
ولعله لا خلاف فيه ، بل هو إجماعي ، والّا فلا مانع ان يتسابقا حتى يقف أحدهما ، فيسبق الآخر فتأمّل.
وأيضا ظاهرهم أنّه يشترط كونهما متساويين في الموقف ، فلو شرط لأحدهما السبق المعيّن في الجملة لم يجز ، صرّح به في التذكرة ، ودليله غير واضح ، وذكر انّ الغرض هو العلم بجودة سير الفرس ، وهو لم يحصل ، وفيهما منع.
(الثاني) تعيين المال الذي يتسابقان عليه جنسا وقدرا ، لأنّه عوض عن فعل محلّل ، فلا بد من العلم به ، كما في الإجارة وغيرها ، ولئلا يحصل الغرر والنّزاع.
والدليل غير واضح ، الّا ان يكون إجماعا ، إذ لا مانع ان يقال : من سبق