ويحد القاذف ، وان ادّعى الرقيّة ، على رأي.
ويقبل إقراره بالرقيّة مع البلوغ ، والرشد ، وانتفاء العلم ، بحرّيته ، وادعائه لها.
______________________________________________________
لأحد عليه وردّ ما فعله.
وان أخذ مالا وكبر الصبيّ ولم يرض ، فليس له ردّه ، وذلك مثل ما لو كان المتصرّف في ماله هو الأب أو الجدّ.
وقيل يجب عليه التأخير ، إذا كان مميّزا أو الجناية غير النفس ، لأنه لا يعرف مراده ، فإنّه قد يريد القصاص في موضع أخذ المال أو العكس ، وهو غير ظاهر.
قوله : ويحدّ القاذف إلخ. لمّا حكم بانّ اللقيط حرّ مسلم ، والحاكم وليّه ، فإذا قذفه قاذف قذفا يوجب الحدّ ، فللحاكم انّ يحدّ القاذف ، لأنّه الوليّ ، فيفعل ما يريد ، وفيه المصلحة ، كالأب والجدّ.
وان ادّعى القاذف أنّ المقذوف ـ اي اللقيط ـ رقّ فلا يوجب قذفه حدّا لا (فلا ـ خ) يسمع ، لما مرّ ، مع أنّه محكوم بحريّة.
ونقل عن الشيخ قول آخر على عدم الحدّ حينئذ ، فإنّه نوع شبهة ، والحدود تدرأ بالشبهات (١) ، والأصل البراءة ، ولأنّ الحريّة ليست بثابتة يقينا ، بل ظاهر الأمر ، فيحتمل العدم ، مع انّ في شمول الولاية له أيضا تأمّل (٢).
ولا نزاع في التعزير ، إذ هو الى الحاكم ، وليس بموقوف على شيء أصلا.
قوله : ويقبل إقراره بالرقية إلخ. يعني إذا بلغ اللقيط ، وصار كامل العقل ، فأقرّ لنفسه بالرقيّة ، يقبل إقراره بذلك ويحكم عليه بالرقيّة ، لعموم إقرار العقلاء على أنفسهم بالنّص (٣) والإجماع.
__________________
(١) راجع الوسائل الباب ٢٤ من أبواب مقدمات الحدود ج ١٨ ص ٣٣٥.
(٢) هكذا في جميع النسخ والصواب ، تأمّلا.
(٣) راجع الوسائل الباب ٢ من كتاب الإقرار ج ١٦ ص ١١١ والعوالي ج ٣ ص ٤٤٢ الحديث ٥ وما علق عليه.