.................................................................................................
______________________________________________________
القرآن ، وهو ممّا لا يحتاج الى ذكر الدليل عليه والاخبار على ذلك كثيرة جدّا وأنّه مجمع عليه ، فدليله كتاب وسنّة وإجماع.
ويظهر أن الهبة المقرونة (المفروضة ـ خ) بالقربة على الوجه المعتبر في النّيات موجبة للثّواب ، بحيث قالوا باستحبابها (باستحبابهما ـ خ) ووجود الأدلّة الدالة عليه من الكتاب والسنة والإجماع ، مع تقييدها بعدم اعتبار القربة حيث اعتبر في التصدق مع كونه أخص أو منافيا لهما (لها ـ خ) ، فعلم عدم احتياجهما إلى النّية ، وعدم توقف الثواب مطلقا إلى النّية ، ويؤيّده حصوله بالنكاح وردّ الوديعة وغير ذلك مع كونه مثابا بذلك ، لأنّه امّا واجب أو مستحب ، وكلاهما موجب له ، وظاهر عدم اعتبار الشرط في العبادات.
ويؤيده أيضا جعلهم إيّاهما من أقسام العقود دون العبادات.
وبالجملة ، حصول الثواب غير مشروط بالنية المعتبرة عندهم في العبادات الّا فيها ، وهذا يدلّ على عدم الاعتداد بالنّية على الوجه المذكور المقرّر عندهم ، إذ يبعد حصول الثواب بلا نيّة مع ظهور انّ الآية والخبر والإجماع اعتبار النّية ، ومعلوم عدم اعتبارهم على الوجه المذكور هنا ، كما مرّ ، وحينئذ لا بد من اعتبارها في الجملة ، وهو كونه فاعلا لأمر الله به وأداء واجبة أو مرغوبة ، لا للرّياء ونحوه ، ويكفي حصول ذلك في الجملة ، وان لم يكن حال الفعل مخطورا بالبال ، ولهذا يصحّ السلام وردّه وتسمية العاطس وقضاء الحوائج وإدخال السرور وغيرها ممّا لا يحصى على المؤمن والتصافح وغير ذلك من الإطعام.
والثالث يحصل بها الثواب العظيم من غير شرطيّة النّية ، على ما ذكروه على الظاهر ، وبالجملة هذا ظنّي ، ولم يغن من الجوع.
__________________
ـ ٢٧٠ ـ ٢٧٢ ـ ٢٧٤ ـ لي غير ذلك.