وأشدّ منها كراهيّة الحمر (الحمير ـ خ ل) ، وأشدّ منها البغال.
______________________________________________________
كتحريم الميتة ، والدم ، ولحم الخنزير وقد نهى رسول الله صلّى الله عليه وآله عن لحوم الحمر الأهليّة ، وليس بالوحشيّة بأس (١).
وأنت تعلم انه خلاف الظاهر ويبعد فهمه من الحصر ، وانه في هذا المقام حملها عليه بعيد جدا وان ظاهر قوله عليه السّلام : هو نفي التحريم عن لحوم الحمير كما هو مقصود الشيخ أيضا وحينئذ لا يظهر نفي مطلق التحريم عنها ، بل الظاهر ثبوت التحريم الغير المغلظ بناء على رجوع النفي إلى القيد.
وأيضا قد يوجد الحرام المغلّظ ممّا لم يحرم في القرآن مثل الكلب الّا ان يقال : انه يدخل في عموم الخبائث أو انه غير مغلّظ ، وهو بعيد.
ويقال : ان عدم التحريم بالكليّة يفهم من قوله بعد : (وليست الحمر بحرام) (٢) فإنه هنا بمعنى نفيه عن أصله ، لا المغلّظ ، ولا يخفى بعده أيضا ، هذا.
ثم المشهور ، التفاوت بينهما في الكراهة ، قيل : البغال أشدّ كراهة ، لأنه متولّد من مكروهين مختلفين ، ولوجود الخلاف في تحريمه. ثم الحمير لتنفّر الطبع منه أكثر من الخيل ، وكأنه لا خلاف فيه.
وقيل : الحمار أشدّ ، لانه متولد من مكروهين شديدين ، بخلاف البغال فإنه متولّد من الشديد والضعيف.
لعل الكراهة في الخيل أقل بالاتفاق ، ولهذا ما ذهب إلى تحريمه احد بخلافهما ، فان بعض العامّة على تحريمهما ، أو لأن الطبع أشدّ نفرة عنهما منه ، واما هما فالظاهر ان الطبع ينفرّ عن الحمار أكثر.
وبالجملة ، الاجتناب عن الكلّ حسن ، وعنهما أحسن إلّا مع الاضطرار
__________________
(١) الوسائل باب ٥ حديث ٧ من أبواب الأطعمة المحرّمة ج ١٦ ص ٣٢٧.
(٢) تقدّم ذكر موضعه آنفا.