وان كان في الاستصباح.
______________________________________________________
وفيها ، معلّى وكأنّ الحسن هو الوشاء ، وفي دلالتها تأمّل.
وبالجملة بعد تسليم ذلك كلّه في الميّت الحقيقي والقطعة المبانة من الحيّ غير ظاهر ذلك في كل ما ينفصل من اجزائه حلّت فيها الروح ، إذ لا نسلّم صدق الميتة عليه وكونه كالميتة ، إذ لا يقال عرفا على كل مبان من الحيّ أنه ميتة وقطعة منه ، وهو ظاهر.
وان سلّم في العضو الذي له صورة فالظاهر عدم شموله للاجزاء الصغار من الجلود واللحوم المنكشطة من الجراحات والبثورات ، ومن سائر الأبدان مع اليبوسة خصوصا في الأسفار عن الوجه والشفة والأيدي ، فإن الاجتناب من ذلك متعسّر بل متعذّر بالنسبة إلى بعض الأشخاص ، ولعلّ مقصودهم غير ذلك.
وكأنه لذلك قال في المنتهى بعفو ما ينفصل عن البثورات ، مع ان العفو والتخصيص محلّ التأمّل.
ونفي الحرج (١) والضيق ، وارادة العسر دون اليسر (٢) ، والشريعة (٣) السهلة ، والأصل ، والعمومات كتابا (٤) وسنّة وإجماعا مع حصر المحرّمات والنجاسات وعدم العلم بدخولها فيها ، لما تقدم ، مع الشبهة في أصله على ما تقدّم مؤيد ، والاحتياط أمر آخر وحسن ان أمكن ، فلا يترك.
قوله : «وان كان في الاستصباح» إشارة إلى ردّ ما (يتوهم) من جواز الاستصباح بدهن الميتة والمتخذ من الاليات المبانة ، فإنه يتوهم تجويز الاستصباح بها كما بالادهان المتنجّسة كما مرّ ، وهو ظاهر ، لانه قياس مع الفارق وعدم ظهور العلّة.
__________________
(١) إشارة إلى قوله تعالى (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ).
(٢) إشارة إلى قوله تعالى (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).
(٣) عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٨١ حديث ٣ طبع مطبعة سيّد الشهداء.
(٤) والله خلق لكم ما في الأَرض.