الاسلامية ، عملاً واعتقاداً ، وتعرّضت للكثير من البحث والجدال والمناقشة ، وخضعت في التعاطي معها الى القرار السياسي الصادر عن مراكز الحكم الدخيلة والغريبة ـ معنى ومفهوما ـ عن الاصل الثابت الذي تنادي بها الشريعة الإسلامية ، وتدعو المسلمين الى التعبّد به.
ومن هنا فان الثابت المقطوع به كون علماء الشيعة مع مفكريهم لم يدخروا جهداً في ايضاح المفهوم العقائدي السليم لاصل الإمامة في الفكر الاسلامي بعيداً عن التفسيرات القريبة والممجوجة التي تحاول جاهدة ودون جدوى استلال دليل ما من هنا وهناك لايجاد موطئ قدم لمدعيتها المعارضة للاطروحة السليمة الي تنادي بها المدرسة الامامية على امتداد الدهور والعصور.
فقول الشيعة الامامية بوجود النصّ الصريح والقطعي على خلافة علي عليهالسلام لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، وامتداد ذلك الى أولاده من الائمة المعصومين عليهمالسلام ، لم يأت من خواء ، ولم يصدر عن فراغ قطعاً وكما هو معلوم ، بل يعضده الدليلان : العقلي والنقلي ، والمترجمان كثيراً في كتب الاصحاب منذ دهور طويلة وبعيدة الغور.
والرسالة الماثلة بين يدي القارئ الكريم هي انموذج واحد من تلك النتاجات الغنية التي ترجمها اولئك المفكرين في هذا المنحى المهم ، والتي اعتمدت واقعة الغدير كدليل على امامة أميرالمؤمنين علي عليهالسلام.
وكانت هذه الرسالة قد نشرت على صفحات مجلة تراثنا في عددها الحادي والعشرين ، من سنتها الخامسة ( شوال / ١٤١٠ ه ) بتحقيق المحقّق الفاضل الاستاذ علاء آل جعفر ، والصادر بمناسبة مرور ( ١٤٠٠ ) عام على واقعة غدير خم المباركة. واستمراراً مع خطة المؤسسة باستلال جملة الرسائل المنشورة على صفحات مجلة تراثنا فقد بادرنا الى تقديم هذه الرسالة مستقلة بين يدي القارئ الكريم.
والحمد لله أولاً واخراً.
مؤسسة آل البيت (عليهمالسلام) لإحياء التراث / قم