فالتّقدير (١) فيه : «/ ثواء / (٢) ثويته فيه» ، فحذف للعلم / به / (٣). فأمّا (٤) بدل الغلط ، فلا يكون في قرآن ، ولا كلام فصيح ، وهو أن يريد أن يلفظ بشيء ، فيسبق لسانه إلى غيره ؛ فيقول : «لقيت زيدا عمرا» فعمرو هو المقصود ، وزيد وقع في لسانه ، غلط به (٥) ، فأتى بالذي قصده ، وأبدله من المغلوط به ، والأجود في مثل هذا أن يستعمل / معه / (٦) «بل» فيقول : «بل عمرا».
[العامل في البدل]
فإن قيل : فما العامل في البدل؟ قيل : اختلف النّحويّون في ذلك ؛ فذهب جماعة منهم إلى أنّ العامل في البدل غير العامل في المبدل ؛ وهو جملتان ، ويحكى عن أبي عليّ الفارسيّ (٧) أنّه قيل له : كيف يكون البدل إيضاحا للمبدل ، وهو من غير جملته؟ فقال : لمّا لم يظهر العامل في البدل ، وإنّما دلّ عليه / العامل / (٨) في المبدل ، واتّصل البدل بالمبدل في اللّفظ ، جاز أن يوضّحه ، والذي يدلّ على أنّ العامل في البدل غير العامل في المبدل / منه / (٩) قوله تعالى : (وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ)(١٠) فظهور اللّام في بيوتهم» وهي بدل من «من». ويدلّ (١١) على أنّ البدل غير العامل في المبدل ؛ قوله تعالى : (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ)(١٢) فظهور اللّام مع «من» / و/ (١٣) هو بدل من «الذين استضعفوا» يدلّ (١٤) على أنّ العامل في البدل غير العامل في المبدل ؛ وذهب قوم إلى أنّ العامل في البدل هو العامل في المبدل / منه / (١٥) ؛ كما أنّ العامل في الصّفة هو العامل في الموصوف ، والأكثرون على الأوّل ؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.
__________________
موطن الشّاهد : (حول ثواء).
وجه الاستشهاد : حذف الضّمير العائد إلى المبدل منه «حول» كما أوضح المؤلّف في المتن.
(١) في (ط) التّقدير. (٢) سقطت من (ط).
(٣) سقطت من (ط). (٤) في (س) وأمّا.
(٥) في (س) غلطا به.
(٦) سقطت من (س).
(٧) أبو علي الفارسيّ : سبقت ترجمته.
(٨) سقطت من (س).
(٩) سقطت من (ط).
(١٠) س : ٤٣ (الزّخرف ، ن : ٣٣ ، مك).
(١١) في (س) يدلّ.
(١٢) س : ٧ (الأعراف ، ن : ٧٥ ، مد). (١٤) في (ط) فدلّ.
(١٥) سقطت من (ط). (١٣) سقطت من (ط).