الباب الخامس والخمسون
باب التّصغير
[علّة ضمّ أوّل الاسم المصغّر]
إن قال قائل : لم ضمّ أوّل الاسم المصغّر؟ قيل لوجهين :
أحدهما : أنّ الاسم المصغّر يتضمّن المكبّر ، ويدلّ عليه ، فأشبه فعل ما لم يسمّ فاعله ، فكما بني أوّل فعل ما لم يسمّ فاعله على الضّمّ ، فكذلك أوّل الاسم المصغّر.
والوجه الثّاني : أنّ التّصغير لمّا صيغ له بناء ؛ جمع له جميع الحركات ، فبني الأوّل على الضّمّ ؛ لأنّه أقوى الحركات ، وبني الثّاني على الفتح تبيينا للضّمّة ، وبني ما بعد ياء التّصغير على الكسر في تصغير ما زاد على ثلاثة أحرف ، دون ما كان على ثلاثة أحرف ؛ لأنّ ما كان على ثلاثة أحرف ، يقع ما بعد الياء منه حرف الإعراب ، فلا يجوز أن يبنى على الكسر.
[علّة كون التّصغير بزيادة حرف]
فإن قيل : فلم كان التّصغير بزيادة حرف ، ولم يكن بنقصان حرف؟ قيل : لأنّ التّصغير قام مقام الصّفة ، ألا ترى أنّك إذا قلت في رجل : رجيل ، وفي درهم : دريهم ، وفي «دينار : دنينير ، قام «رجيل» مقام : رجل صغير ، وقام دريهم (١) مقام درهم صغير ، وقام دنينير مقام : دينار صغير ؛ فلمّا قام التّصغير مقام الصّفة ؛ وهي لفظ زائد ، جعل بزيادة حرف ، وجعل ذلك الحرف دليلا على التّصغير ؛ لأنه / قام / (٢) مقام ما يوجب التّصغير.
[علّة كون الزّيادة ياء ساكنة ثالثة]
فإن قيل : فلم كانت الزّيادة ياء ، ولم كانت ساكنة ، ولم كانت ثالثة؟ قيل :إنّما كانت ياء ؛ لأنّهم لمّا زادوا الألف في التّكسير ؛ والتّصغير / والتّكسير / (٣) من
__________________
(١) في (س) درهم.
(٢) سقطت من (ط).
(٣) سقطت من (ط).