الباب السّادس والخمسون
باب النّسب
[علّة زيادة الياء المشدّدة المكسور ما قبلها في النّسب]
إن قال قائل : لم زيدت الياء في النّسب مشدّدة مكسورا ما قبلها ؛ نحو زيديّ ، وعمريّ ، وبغداديّ ، ومصريّ ونحو ذلك (١)؟ قيل : أوّلا إنّما كانت ياء تشبيها بياء الإضافة ؛ لأنّ النّسب في معنى الإضافة ؛ ولذلك ، كان المتقدّمون من النّحويّين يترجمونه ب «باب الإضافة» ؛ وكانت الياء مشدّدة ؛ لأنّ النّسب أبلغ من الإضافة ، فشدّدوا الياء ؛ ليدلّوا (٢) على هذا المعنى ؛ وكانت مكسورا ما قبلها توطئة (٣) لها.
[علّة حذف تاء التّأنيث في النّسب]
فإن قيل : فلم حذفوا تاء التّأنيث في النّسب ؛ نحو قولهم في النّسب إلى مكّة : مكّيّ ، ونحو ذلك؟ قيل : لخمسة أوجه :
أحدها (٤) : إنّها إنّما حذفت لئلّا تقع في حشو الكلمة وتاء التّأنيث ، لا تقع في حشو الكلمة.
والثّاني (٥) : أنّها إنّما حذفت لئلّا يؤدّي إلى الجمع بين تاءي (٦) التأنيث في النّسب إلى المؤنّث إذا كان المنسوب مؤنّثا ، ألا ترى أنّك إذا قلت في النّسب إلى الكوفة والبصرة في المذكّر : «رجل كوفتيّ ، وبصرتيّ» لقلت في المؤنّث : «امرأة كوفتيّة وبصرتيّة ؛ فلمّا كان / ذلك / (٧) يؤدّي إلى الجمع بين تاءي (٨) تأنيث في المؤنّث ؛ نحو : «كوفتيّة وبصرتيّة والجمع بين علامتي تأنيث في كلمة واحدة لا يجوز ؛ حذفوا التّاء من المذكّر ؛ لئلّا يجمعوا بين علامتي تأنيث في المؤنّث.
__________________
(١) في (س) وما أشبه ذلك.
(٢) في (س) لتدلّ.
(٣) في (س) توطيدا لها.
(٤) في (س) الوجه الأوّل.
(٥) في (س) والوجه الثّاني : إنّما.
(٦) في (ط) تاء.
(٧) سقطت من (ط).
(٨) في (س) علامتي.