الباب الحادي والسّتّون
باب الألفات
[الهمزة في أوّل الكلمات على ضربين]
إن قال قائل : على كم ضربا الألفات التي تدخل أوائل الكلم؟ قيل : على ضربين ؛ همزة وصل ، وهمزة قطع ؛ فهمزة الوصل هي التي يتّصل ما قبلها بما بعدها في الوصل ؛ ولذلك سمّيت همزة الوصل ؛ وهمزة القطع هي التي تقطع ما قبلها عن الاتّصال بما بعدها ؛ فلذلك ، سمّيت همزة القطع.
[همزة الوصل ودخولها في أقسام الكلم كلّها]
فإن قيل : ففي ما ذا تدخل همزة الوصل من الكلم؟ قيل : في جميع أقسام الكلم من الاسم والفعل والحرف ؛ أمّا الاسم فتدخل منه على اسم ليس بمصدر ، وعلى اسم هو المصدر ؛ فأمّا ما ليس بمصدر ف «ابن ، وابنة ، واثنان ، واثنتان ، واسم ، واست ، وامرؤ ، وامرأة ، وايمن» فالهمزة دخلت في أوائل هذه الكلم عوضا عن اللّام المحذوفة منها ، ما عدا : «امرؤ ، وامرأة ، وايمن» فأمّا «امرؤ ، وامرأة» فإنّما أدخلت (١) عليهما ؛ لأنّهما لمّا كان آخرهما همزة ؛ والهمزة معدن التّغيير ، تنزّلا منزلة الاسم الذي قد حذف منه اللّام ، فأدخلت الهمزة عليهما ، كما أدخلت على ما حذف منه اللّام. فأما «ايمن» فهو جمع يمين ، إلّا أنّهم وصلوها ؛ لكثرة الاستعمال ، وقيل : إنّهم حذفوها حذفا ، وزيدت الهمزة في أوّله ؛ لئلّا يبتدأ بالسّاكن. وأمّا ما كان مصدرا ؛ فنحو : «انطلاق ، واقتطاع ، واحمرار ، واحميرار ، واستخراج ، واغديدان ، واخروّاط / واسحنكاك / (٢) واسلنقاء ، واحرنجام ، واسبطرار» وما أشبه ذلك. وأمّا الفعل فتدخل همزة الوصل منه على أفعال هذه المصادر ؛ نحو : «انطلق ، واقتطع ، واحمرّ ،
__________________
(١) في (س) أدخلت.
(٢) سقطت من (س).