تعالى : (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ)(١) فأراد به الواحد ؛ ولو أراد به الجمع ؛ لقال : المشحونة ، وأمّا كونه جمعا ؛ فنحو قوله تعالى : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ)(٢). وقال تعالى : (وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ)(٣) فأراد به الجمع ؛ لقوله : وجرين ، والتي تجري ؛ غير أنّ الضّمّة فيه إذا كان واحدا ، غير الضّمّة فيه إذا كان جمعا ، وإن كان اللّفظ واحدا ؛ لأنّ الضّمّة فيه إذا كان واحدا كالضّمّة في : قفل ، وقلب (٤) ، وإذا كان جمعا ؛ كانت الضّمّة فيه كالضّمّة في : كتب ، وأزر ؛ وكذلك قولهم : هجان ودلاص ، يكون واحدا ويكون جمعا ؛ تقول : ناقة هجان ، ونوق هجان ، ودرع دلاص ، ودروع دلاص ، فإذا كان واحدا ؛ كانت الكسرة فيه كالكسرة في : كتاب ، وإذا كان جمعا ؛ كانت الكسرة فيه ؛ كالكسرة في : كلام ؛ والهجان : الكريم من الإبل ، والدّلاص : الدّروع البرّاقة ، ويقال : دلاص ، ودلامص ، ودمالص ودملص ، ، ودلمص ، بمعنى واحد ؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) س : ٣٦ (يس ، ن : ٤١ ، مك).
(٢) س : ١٠ (يونس ، ن : ٢٢ ، مك).
(٣) س : ٢ (البقرة ، ن : ١٦٤ ، مد).
(٤) القلب : سوار المرأة ، والحيّة البيضاء ، وشحمة النّخل أو أجود خوصها. القاموس المحيط : (مادة قلب) ص ١١٧.