الباب الحادي عشر
باب المفعول به
[تعريف المفعول به]
إن قال قائل : ما المفعول / به / (١)؟ قيل : كلّ اسم تعدّى إليه فعل.
[العامل في المفعول به]
فإن قيل؟ فما العامل في المفعول؟ قيل : اختلف النّحويّون في ذلك ، فذهب أكثرهم (٢) إلى أنّ العامل في المفعول هو الفعل فقط ، وذهب بعضهم (٣) إلى أنّ العامل فيه الفعل والفاعل معا ؛ والقول الصّحيح هو الأوّل ، وهذا القول ليس بصحيح (٤) ، وذلك ؛ لأنّ الفاعل اسم ، كما أنّ المفعول كذلك ، فإذا استويا في الاسميّة ؛ والأصل في الاسم ألّا يعمل ، فليس عمل أحدهما في صاحبه أولى من الآخر ، وإذا ثبت هذا ، وأجمعنا على أنّ الفعل له تأثير في العمل ، فإضافة ما لا تأثير له في العمل ، إلى ما له تأثير ، لا تأثير له ، فدلّ على أنّ العامل هو الفعل فقط ؛ وهو على ضربين ؛ فعل متعدّ بغيره ، وفعل متعدّ بنفسه ؛ فأمّا ما يتعدّى بغيره ، فهو الفعل اللّازم ، ويتعدّى بثلاثة أشياء ؛ وهي : الهمزة ، والتّضعيف ، وحرف الجر ؛ فالهمزة ؛ نحو : «خرج زيد وأخرجته» ، والتّضعيف ؛ نحو : «خرج المتاع وخرّجته» وحرف الجرّ ؛ نحو : «خرج زيد وخرجت به» وكذلك : «فرح زيد ، وأفرحته ، وفرّحته ، وفرحت به» وما أشبه ذلك. وأمّا المتعدّي بنفسه فعلى ثلاثة أضرب ؛ ضرب يتعدّى إلى مفعول واحد ؛ كقولك : «ضرب زيد عمرا ، وأكرم عمرو بشرا» وضرب يتعدّى إلى مفعولين ؛ كقولك :
__________________
(١) سقطت من (ط).
(٢) في (س) أكثر النّحويّين.
(٣) في (س) بعض النّحويّين.
(٤) أي أنّ قولهم : إنّ العامل في المفعول ، الفعل والفاعل ، ليس صحيحا ، وإنّما العامل هو الفعل وحده.