موقعها ، وحذف القول / بها / (١) في كتاب الله تعالى ، وكلام العرب ، وأشعارهم أكثر من أن يحصى ، فدخل حرف الجرّ على هذه الأفعال لفظا ، ولكن إن كان حرف الجرّ داخلا على هذه الأفعال في اللّفظ ، إلّا أنّه داخل على غيرها في التّقدير ، فلا يكون فيه دليل على الاسميّة.
وأمّا قولهم : إنّ العرب تقول : يا نعم المولى ، و/ يا / (٢) نعم النّصير ، والنّداء من خصائص الأسماء ، فنقول : المقصود بالنّداء محذوف للعلم به ، والتّقدير فيه : يا الله ، نعم المولى ، ونعم النّصير أنت. وأمّا قولهم : إنّه لا يحسن اقتران الزّمان بهما ، ولا يجوز تصرّفهما ؛ فنقول : إنّما امتنعا من اقتران الزّمان الماضي والمستقبل بهما ، وسلبا التّصرّف ؛ لأنّ نعم موضوعة لغاية المدح ، وبئس موضوعة لغاية الذّمّ ، فجعل دلالتهما على الزّمان مقصورة على الآن ؛ لأنّك إنّما تمدح / أ/ و (٣) تذمّ بما هو موجود في الممدوح / أ/ و (٤) المذموم لا بما كان فزال ، ولا بما سيكون في المستقبل. وأمّا قولهم : إنّه قد جاء عن العرب أنّهم قالوا : نعيم الرّجل زيد ، فنقول : هذه رواية شاذة تفرّد بها قطرب وحده ، ولئن صحّت فليس فيها حجّة ؛ لأنّ هذه الياء نشأت عن إشباع الكسرة ؛ لأنّ الأصل في : نعم : نعم بفتح النّون وكسر العين ، وأشبعت الكسرة ؛ فنشأت الياء ، وهذا كثير في كلامهم ، فإنّ (٥) كلّ ما كان على / وزن / (٦) «فعل» من الأسماء والأفعال ، وثانيه حرف من حروف الحلق ؛ ففيه أربعة أوجه :
أحدها : استعماله على أصله ؛ كقولك : فخذ ، وقد ضحك.
والثّاني : إسكان عينه تخفيفا ؛ كقولك : «فخذ ، وقد ضحك».
والثّالث : إتباع فائه عينه في الكسر ؛ كقولك : «فخذ ، وقد ضحك».
والرّابع : كسر فائه ، وإسكان عينه لنقل كسرتها إلى الفاء ؛ نحو قولك : «فخذ ، وقد ضحك» فكذلك نعم فيها أربع لغات : «نعم» بفتح النّون وكسر العين : وهو الأصل ، و «نعم» بفتح النّون وسكون العين ، و «نعم» بكسر النّون والعين ، و «نعم» بكسر النّون وسكون العين ، وأمّا «نعيم» بالياء ، فإنّما نشأت
__________________
(١) سقطت من (س).
(٢) سقطت من (ط).
(٣) سقطت من (ط).
(٤) سقطت من (ط).
(٥) في (ط) فإنّه.
(٦) سقطت من (س).