وبعد أن ينتهي المؤلف من شبه جزيرة الأندلس ، ينتقل إلى ذكر البلاد المسيحية ، بدليل أنه ترك الحديث عن آسيا الصغرى فيما سبق وجعله ضمن هذا القسم الأخير المخصص لأوروبا ، ثم يلحق به بلاد الخزر والشاش والأتراك غير المسلمين.
ويبدأ ابن الحسين المنجم حديثه عن إيطاليا وفرنسا وبلاد الصقالبة (السلاف) ويعكس هنا القلق الذي ساد أوروبا مع غزوات النورمانديين والهونغاريين. ومعلوماته هنا وثيقة الصلة بمعلومات الجغرافيين المشرقيين ، ويبدو ذلك واضحا في الاقتباس عن القسطنطينية ، وهو أمر يدعو للخيبة. فبعد أن غاب عن حديثه اثر الفاطميين على التطورات السياسية في شمال إفريقية ، نراه من جديد يهمل العلاقات الأندلسية البيزنطية التي نشطت في القرن الرابع للهجرة ، اللهمّ إلّا ملامسة شبه خفية لطرف الموضوع. أثناء الحديث عن البيزنطيين فيقول : «ومملكتهم عظيمة ، وهم أهل بأس ونجدة ، وهم يحاربون الصقالبة والإفرنج ، ويحاربهم المسلمون أيضا في بلاد الشامات». أما في الحديث عن بلاد الخزر والبلغار فإنه يقدم معلومات جديدة إلى حدّ ما ، حيث نراه أقرب إلى ما ذكره ابن فضلان في سفارته ٣٠٩ ه.
والآن ، وفي ضوء ما قدمناه من غياب بعض المدن الرئيسية عن هذا المعجم ، من مراكش (٤٥٤ ه) والقاهرة