كان قد ذكره الأديب الفاضل الشيخ كاظم الدجيلي في المجلد ٢٨ من مجلة الهلال صحيفة ٦١٧ ووصف تاريخه وصفا كافيا بعنوان (تاريخ ابن أبي عدسة) ونقل الترجمة المذكورة على ظهر الكتاب من تاريخ أنس الجليل في أخبار القدس والخليل. ثم تعقب البحث الأستاذ عيسى المعلوف وبين أنه وقف على نسخة من التاريخ في مكتبة (آل الحسيني) في دمشق ، ورجح أن الأرجوزة التي شرحها المؤرخ للشيخ عبد الرحمن بن علي بن أحمد البسطاحي الحنفي المتوفى سنة ٨٤٣ ه.
ثم أن الأستاذ عبد الله مخلص صحح اسم المؤرخ بأنه ابن أبي عذيبة كما جاء في الهلال في المجلد ٣٠ ص ٨٦٢ فكان لتحقيقه قيمته العلمية ونبه إلى أن للمؤلف (كتاب قصص الأنبياء) عليهم السلام.
وأقول قد ذكرت عنه بعض الملاحظات في صحيفة ٢٧٩ من هذا الكتاب وترجمه صاحب الضوء اللامع قال ويعرف بابن أبي عذيبة. ولد سنة ٨١٩ ه ببيت المقدس وتوفي سنة ٨٥٦ ه وترجمته مبسوطة هناك ، وقال : «ولع بالتاريخ وجمع من ذلك جملة لكنه تتبع مساوي الناس فتفرق لذلك بعده ولم يظفر مما كتبه بطائل مع ما فيه من فوائد وأن كان ليس بالمتقن ، وجمع لنفسه معجما وقفت على جلد بخطه وفيه أوهام كثيرة جدا ، ومجازفات تفوق الحد بل من أجل ما سلكه كان القدح فيه بين كثيرين» ا ه .. وكان لقي ابن قاضي شهبة فاستمد منه وانتفع بتاريخه وتراجمه وأذن له بالتاريخ وقال له أنت حافظ هذه البلاد بل وغيرها ..
وبهذا زال الشك عنه وعرفت ترجمته ومن اراد التفصيل فليرجع إلى الضوء اللامع (١).
__________________
(١) وبلفظ برقاي وبركاي كما في جامع التواريخ ، وفي شجرة الترك بوركه خان.
وهذا هو ابن جوجي خان ابن جنگيزخان ولي مملكة القبجاق المعروفة بدشت قبجاق أي صحراء قبجاق سنة ٦٥٤ ه ولما كان مسلما صار المسلمون يسمون مملكته «دشت بركة» تفاؤلا باسمه ... وكان يحب المسلمين وهو أول من أسلم من ملوك المغول ، ويعزى سبب المشادة بينه وبين هلاكو إلى فعلات هذا الأخير بالمسلمين وقتل الخليفة دون أن يؤلف الشورى «كنكاش» ويستطلع الآراء ...