على الآخرين ، ومداراة عقولهم ، والانسجام معهم من خلال الرفق بهم دون الغلظة عليهم ، ويعتبر ذلك الرفق معادلاً لنصف الجهد الذي يبذله الإنسان في دائرة عمله الاقتصادي بين أفراد المجتمع ، وهو صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذا يعطي أهمية فائقة للاخلاق في المجال الاجتماعي والاقتصادي اللذين لا ينفكان عن تلازمهما في تسيير عجلة الحياة المعاشية للفرد والأُمة ، ولأجل هذه الحقيقة الحيوية جاء قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الفقرة الاَخيرة وما عال امرؤ في اقتصاد.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الرفق كَرمٌ ، والحلم زَينٌ ، والصبر خيرُ مَركب » (١).
بهذا الوصف النبوي الشريف يكون المتخلق بالرفق كريماً موقعه بين الناس ، يلزمهم تبجيله وتعظيمه على سجيته هذه. وبهذا الاحترام تتوسع دائرة الرفق بينهم لما للقدوة من أثر في تعميق المفهوم ، واستحقاقه لهذا التجليل جاء من تكرّمه وترفّعه عن متابعة الآخرين في هفواتهم وزلاّتهم.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « نِعمَ وزير الايمان العلم ، ونِعمَ وزير العلم الحلم ، ونِعمَ وزير الحلم الرفق ، ونِعمَ وزير الرفق اللين » (٢).
استوزر الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم العلم للايمان ، الحلم للعلم ، الرفق للحلم
__________________
(١) بحار الانوار ٦٩ : ٤١٤.
(٢) بحار الأنوار ٧٥ : ٥٢.