في محلّه حسن.. فإذا كان الواجب هو العنف فقد وافق الحقُّ الهوى ، وهو ألذّ من الزبد بالشهد !..
والحاجة إلى العنف قد تقع ولكن على الندور ، وإنّما الكامل من يميّز مواقع العنف فيعطي كلّ أمرٍ حقّه ، فإنْ كان قاصر البصيرة ، أو أشكل عليه حكم واقعةٍ من الوقائع فليكن ميله إلى الرفق فإنّ النجاح معه في الأكثر (١)
فالرفق هو وسيلة التعامل الفضلى ما أدى الغرض وأصاب الهدف الاصلاحي وحقق الغاية المنشودة ، إلاّ اذا كانت النتيجة خلافاً لذلك المبتغى ولم يكن الرفق أوفق فيتوسل بالشدة من أجل الردع المقوِّم والهادي إلى سواء الصراط.
معلوم أمر العبادة أنها على نمطين اثنين : واجبة ومستحبة.
فالاُولى : فرض يلزم الاتيان بها بحدودها وكيفياتها وتوقيفاتها..
والثانية : لك فيها الخيار في إثباتها وعدمه ، إلاّ أنّ الاتيان فيه ثواب مضاعف وأجر جزيل ومردودات ايجابية على شخصيتك وبنائها التكاملي.
وما قد فرضه الله الحكيم سبحانه هو على قدر طاقة الانسان فلم يكلفه ما لا يقدر عليه :
__________________
(١) إحياء علوم الدين ٣ : ١٨٦.