على آذربيجان بالوجه المذكور أعلاه ، أو أنه تغلب على الأمير المنصوب .. فجهز السلطان جيشا عرمرما من بغداد وتوجه تلقاء تبريز. أما أخي جوق فقد تأهب للنضال وسارع لقتاله وصار ينتظره بجيشه عازما على حربه فكانت المعركة بينهما شديدة والصدام قويا إلا أن الحرب لم تسفر في اليوم الأول عن نتيجة ، ولم يظهر الغالب من المغلوب وهكذا استمرت إلى اليوم الثاني فأصابت أخي جوق الهزيمة فمال إلى أنحاء تبريز فارا ولكن السلطان أويس لم يمهله وتعقب أثره فقطع أخي جوق أن السلطان لاحق به فهرب إلى جهات نخچوان وحينئذ ورد السلطان تبريز ونزل (الربع الرشيدي) في رمضان سنة ٧٥٩ ه. ومن ثم وافى أمراء الشرق لعرض الطاعة له وتقديم الإخلاص ... إلا أنه لم تمض عليهم بضعة أيام حتى نووا الغدر بالسلطان وعلى هذا طبق عليهم «الياسا» أي أنه قتل منهم في رمضان هذه السنة ما يقرب من ٤٧ أميرا. والباقون ذهبوا إلى أخي جوق ولحقوا به ، وهذا سار من نخچوان إلى قراباغ اران ، وعند ذلك رشح السلطان الأمير علي بيلتن لحرب هؤلاء المخالفين فتوجه نحو أخي جوه ولكنه تهاون كثيرا وأبدى تكاسلا ، ولم يبال بالأمر فأصابته الكسرة وانتصر عليه أعداؤه فقدر لهذه البلاد أن يستولي عليها هذا الأمير ثانية. فاضطر السلطان أن يعود إلى بغداد ويعد للأمر عدته .. وتمكن أخي جوق من التغلب عليها مرة أخرى. وقد أصاب هذه الأنحاء من الأضرار في النفوس والأموال ما لا يدخله إحصاء (١) ...
حوادث سنة ٧٦٠ ه ـ ١٣٥٩ م
عود إلى وقائع آذربيجان :
مرت حوادث تبريز في السنة الماضية. وفي فصل الربيع من هذه السنة جرد الأمير مبارز الدين محمد مظفر جيشا من شيراز وساقه إلى
__________________
(١) تاريخ مفصل إيران ص ٤٥٣ ، وحبيب السير ج ٣ ص ٨١.