حوادث سنة ٧٦٥ ه ـ ١٣٦٤ م
عصيان والي بغداد الخواجة مرجان :
كان السلطان قد بقي في تبريز إلى هذه الأيام ، وفيها عصى الوالي الذي كان قد نصبه على بغداد من حين ذهب ، وحاول أن يستقل في بغداد ، وأعلن حكومته ، وجاهر بمخالفة السلطان .. وهذا هو صاحب الأوقاف المذكورة سابقا فسار السلطان إليه من حين سمع ؛ وعزم على دفع غائلته ، فتأهب الفريقان للقتال. وفي أثناء تقابل الجيوش قام الأمير زكريا وزير السلطان أويس ونادى الأمراء الذين مع الخواجة مرجان كلّا باسمه (يا فلان) فقالوا نعم : فقال إننا إذا جاء أمر ربنا وبذلنا نفوسنا في سبيل السلطان فلنا العذر ، وأما أنتم فتبذلون أنفسكم لطواشي قليل القيمة والقدر. فلما سمعوا هذا الكلام انحازوا إلى عسكر السلطان ، وبقي مرجان وحده فريدا ففر إلى المدينة وخرب جسر دجلة. وفي اليوم التالي طلب رحمة السلطان ولطفه به ورأفته وفتح له أبواب بغداد ، وإن العلماء والسادة والمشايخ والعارفين قد استقبلوا موكب السلطان ؛ كما أوصاهم الخواجة مرجان وشفعوا في العفو عنه فدخل بغداد. وحينئذ عفا عن الخواجة مرجان إذ تبين له أن الأمراء كانوا قد شوشوا عليه أمره ؛ وأشاروا إليه أن يعصي فلم يستطع أن يخالفهم خوفا على نفسه فقبلت معذرته (١).
وما جاء في الدرر من أن سبب عصيانه كان أحمد بن حسين أخي السلطان أويس وأن السلطان قتل أخاه حسينا المذكور فلا أثر له في التواريخ الأخرى كما أن الوقعة لم تكن سنة ٧٦٧ ه.
هذا وكان الخواجة مرجان قد فتح سدود دجلة فأغرق أطراف
__________________
(١) حبيب السير ج ٣ ص ٨١ وسمي الوالي ب «أمير جان».