ومكانتها ... إلا أن السياسة العشائرية كانت مكتومة ، أو غير واضحة ، وكانت الحكومات ترضى من العشائر بالقليل ؛ وأحيانا بالطاعة الاسمية ... أو استخدام البعض على الآخر ... وكذا هذه القبائل لا أمل لها في التدخل بمقدرات المملكة ولا ترغب أن تكون رمية الأغراض فقد رأت في عصور مختلفة تلاعبات جمة يقصد منها الاستعانة بها للتسلط ، أو الحصول على السلطة من هذا الطريق ...
وزبيد في هذا العصر نراهم في سورية مع قبيلة طيىء ، وبصورة منفردة ، وفي الفرات الأعلى ، وفي مواطن كثيرة ... ويتكون منهم شطر كبير في العراق ... وقد حافظوا أحيانا على اسمهم (زبيد) بالتصغير ، أو اكتسبوا أسماء أخرى ، وبينهم من ينتسب رأسا إلى (زبيد الأكبر) وهم العبيد والجبور والدليم وزبيد الذين في لواء الحلة وبينهم من يمت إلى (زبيد الأصغر) وهم العزة وغالب من يمت إلى زبيد الأصغر في أنحاء بغداد ولواء ديالى وعمرو بن معدي كرب الزبيدي من أبطال فتح العراق من زبيد الأصغر ... (١) وللكلام على قبائل زبيد بتفصيل محل آخر ...
حوادث سنة ٧٩٧ ه ـ ١٣٩٤ م
السلطان أحمد في بغداد :
إن والي بغداد الخواجة مسعود الخراساني دامت إدارته في بغداد مدة ... ولما رأى السلطان أحمد أن قد سنحت له الفرصة استفاد من غياب الأمير تيمور في حروبه (٢) مع توقتامش في صحراء القفجاق عاد
__________________
(١) عنوان المجد ص ١٤٥ و١٥٠ و١٥٥ ، ونهاية الأرب في أنساب العرب ص ٢٢٣ وغيرها ..
(٢) تقويم الوقائع عام ٧٩٧ ه وكلشن خلفا ورقة ٥٠ ـ ١.