منه وعاد بعض هؤلاء الأمراء ... واستقرت بغداد تحت إدارة تيمور ... (١).
إن الذي أوقع المؤرخين في الغلط هو أنه كانت حدثت وقعة مماثلة أو مقاربة لهذه كما سيجيء التفصيل عنها فاشتبه الأمر في حين أن هذه الوقعة جرت قبل أن يذهب إلى بلاد الروم ويقارع السلطان ييلديرم بايزيد ...
الحروفية ونحلتهم
فضل الله الحروفي :
«فضل الله بن أبي محمد التبريزي أحد المتقشفين من المبتدعة. كان من الاتحادية ثم ابتدع النحلة التي عرفت ب (الحروفية) فزعم أن الحروف هي عين الآدميين إلى خرافات كثيرة لا أصل لها ، ودعا اللنك إلى بدعته فأراد قتله فبلغ ذلك أمير زاده (ميران شاه) لأنه فر مستجيرا به فضرب عنقه بيده وبلغ اللنك فاستدعى برأسه وجثته فأحرقها في هذه السنة (٨٠٤ ه). ونشأ من أتباعه واحد يقال له نسيم الدين (نسيمي) فقتل بعد ذلك وسلخ جلده في الدولة المؤيدية سنة ٨٢١ ه بحلب.» قاله في أنباء الغمر. وقال صاحب الضوء وأظنه هو (فضل الله أبو الفضل الاسترابادي العجمي) واسمه عبد الرحمن ولكنه إنما كان يعرف بالسيد فضل الله حلال خور أي يأكل الحلال كان على قدم التجريد والزهد .. مع فضيلة تامة ومشاركة جيدة في علوم ونظم ونثر. وحفظت عنه كلمات عقد له بسببها مجالس بكيلان وغيرها بحضرة العلماء والفقهاء ثم مجلس بسمرقند حكم فيه بإراقة دمه فقتل بالنجا من عمل تبريز سنة ٨٠٤ ه وكان له مريدون وأتباع في سائر الأقطار لا يحصون كثرة متميزون بلبس
__________________
(١) روضة الصفا والغياثي وحبيب السير.