سماها (تاريخ جهانكير) أوضح فيها أنساب الجغتاي وقبائلهم ومجمل الوقائع أيام تيمور حتى أيام إبراهيم ميرزا. أمر بتحريرها سنة ٨٢٢ ه وأتمها سنة ٨٢٨ ه وعليها ذيل التاج السليماني يحتوي وقائع السنين من المحرم ٨٠٧ ه إلى ٨١٣ ه واشتمل على وقائع شاه رخ. ترجم ظفر نامه المذكورة إلى التركية حافظ الدين محمد بن أحمد العجمي. وقد اعتمد الغياثي عليها في أخبار تيمور.
ومن أولاد شاه رخ ميرزا محمد توفي في حياة أبيه سنة ٨٣٨ ه كما أن أحمد المعروف ب (چوكي) توفي أيضا في حياة أبيه في شعبان سنة ٨٣٩ ه وكان من أعيان أولاد أبيه المتميزين ، وله سطوة وإقدام وشجاعة ، كان يرسله بالعساكر إلى الأقطار ، فتح عدة بلاد وقلاع ، ووقع بينه وبين اسكندر بن قرا يوسف متملك تبريز حروب ووقائع آخرها في سنة وفاته ... فاشتد حزن أبيه لحادث وفاته ، وذكره ابن حجر في أنبائه باختصار قال : «واتفق أن والده مات له في هذه السنة ثلاثة أولاد كانوا ملوك الشرق بشيراز وكرمان وهذا كان من أشدهم (١).
وأما أولغ بك فإنه أنشأ رصدا في سمرقند سنة ٨٢٨ ه وهناك عمل الزيج المشهور بأولغ بك وجمع له جماعة من العلماء مقدمهم قاضي زاده الرومي والمولى جمشيد كاشي والمولى علي القوشجي وصار زيجه هو المعمول به وانتسخ به (الزيج الايلخاني) وابتدأ تاريخه يوم الخميس أول المحرم سنة ٨٤١ ه. وعندي نسخة مخطوطة منه.
ولما توفي شاه رخ خلفه أولوغ بك المذكور في السلطنة عام ٨٤٩ ه وهذا كان مشغولا بالعلوم ولم تكن له من الشدة ما يقضي على أهل الشرور والزيغ من رجال مملكته ذلك ما دعا أن يعصيه ابنه عبد اللطيف ويودي بحياته عام ٨٥٢ ه ففقد العلم أكبر نصير ومشجع .. ومن ثم
__________________
(١) الضوء اللامع ج ١ ص ٢١١.