الرعية بالإحسان واستفحل أمره وجرت حوادث إلى أن مات بالري مسموما في سنة ٨٠٩ ه. ونحرت زوجته شاد ملك نفسها بخنجر من قفاها فهلكت من ساعتها ودفنا في قبر واحد ثم قتل والده بعده بقليل وولي مكانه پيير عمر وطوّل يوسف بن تغري بردي ترجمته تبعا للمقريزي في عقوده (١).
ومن أولاده أمير زاده عمر كان في أيام تيمور حاكما في العراقين وآذربيجان وديار بكر. وبعد وفاة تيمور تحارب مع أخيه الميرزا أبي بكر فانهزم والتجأ إلى شاه رخ. ثم تحارب مع عمه شاه رخ المذكور فجرح ومات عام ٨٠٩ ه. أما ميرزا محمد فلم يرد له ذكر إلا أن ابنه السلطان أبا سعيد ولي سمرقند بعد أن قتل ميرزا عبد الله بن إبراهيم بن شاه رخ ودامت سلطنته في سمرقند ثماني سنوات وتسلط على خراسان وكابل وسيستان (٢) والعراق. وفي سنة ٨٧٣ ه توفي مقتولا على يد البايندرية فخلفه ابنه السلطان أحمد ودامت حكومته عشرين سنة ومات سنة ٨٩٩ ه ...
أما ميرزا أبو بكر فإنه بعد أن فر من وجهه أخوه ميرزا عمر تصدى لخدمة والده وناب عنه في الحكم على آذربيجان وبعد قتلة والده من جانب قرا يوسف فر إلى كرمان وسيستان وهناك تحارب مع حاكم كرمان في حدود جرفت فقتل سنة ٨١١ ه. والسلطان خليل كان لدى الأمير تيمور حين وفاته فنال السلطنة مقامه ولم يبال بوصية تيمور إلى (پير محمد) فاغتصبها منه ... وصار له ملك ما وراء النهر وتركستان وقد
__________________
(١) الضوء اللامع ج ٣ ص ١٩٣.
(٢) في الكتب العربية تدعى (سجستان) ومن اللازم استعمالها كذلك. قاله الصديق الجليل الأستاذ الكرملي. وفي جهانكشاي جويني كلام على هذا اللفظ (ج ٣ ص ٢٠٣ و٤٤٦) وفي الأيام الأخيرة في سنة ١٣١٤ هجرية شمسية طبع (تاريخ سيستان) في مجلد ضخم ، وفيه مباحث مهمة عن هذا القطر نشر بتصحيح (ملك الشعراء بهار) وفيه فهارس نافعة ومهمة جدا.