المكسورة ثم التحتانية الخفيفة ابن مهنا بن عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة الطائي ، أمير آل فضل بالشام يلقب شمس الدين ويعرف بنعير ، ولي الأمر بعد أبيه ودخل القاهرة مع يلبغا الناصري ولما عاد الطاهر من الكرك وافق نعير منطاش في الفتنة المشهورة وكان مع منطاش لما حاصر حلب ثم راسل نعير نائب حلب إذ ذاك كتبغا في الصلح وتسليمه منطاش ثم غضب برقوق على نعير وطرده من البلاد فأغار نعير على بني عمه الذين قرروا بعده وطردهم فلما مات برقوق أعيد نعير إلى إمرته ثم كان ممن استنجد به دمرداش ... فقتل في حلب في شوال من هذه السنة وقد نيف على السبعين. وكان شجاعا ، جوادا ، مهيبا ، إلا أنه كان كثير الغزو والفساد وبموته انكسرت شوكة آل مهنا. ولي بعده ولده العجل (١).
حوادث سنة ٨٠٩ ه ـ ١٤٠٦ م
استيلاء السلطان أحمد على تبريز :
إن السلطان أحمد لم يقف عند بغداد أو الاكتفاء بها وقد رأى الحالة مضطربة والفتن قائمة على قدم وساق ، ووجد الفرصة سانحة لاستعادة ملكه المغصوب فنشط للأمر في أواخر سنة ٨٠٨ ه وجمع إليه الكرد والأويرات وسائر الأتراك هناك وسار بهم إلى تبريز وفي المحرم من سنة ٨٠٩ ه ذاع خبر ذلك ووصل إلى سمع الأمير الشيخ إبراهيم الشرواني (٢) وكان استولى عليها قبل هذا فقرر بالاتفاق مع أمرائه أن هذه
__________________
(١) الأنباء ج ١.
(٢) مؤسس الحكومة الدربندية أو الشروانية ويقال إنه يتصل نسبه بكسرى. وكان الشيخ إبراهيم المذكور من أهل الفلاحة يسكن في قرية من قرى شروان فاتفق أن اختاره أهل هذه المملكة. وكان قد أذعن لتيمور لنك وقدم له هدايا من كل جنس تسعة أصناف وثمانية من المماليك فلما اعترض عليه قال التاسع نفسي وبذلك نال إعجاب تيمور ورضاه. توفي سنة ٨٢١ ه. «أخبار الدول ص ٣٤٢».