الثقافة
أو العلوم والمعارف
للأوضاع السياسية ارتباط قوي بالثقافة ، فكلما ضيقت السياسة الخناق على الأهلين شغلوا بأنفسهم ، وعادوا لا يلتفتون إلى العلوم والآداب ... أو أنها ألهت من النظر إلى ما يفيد ... وكلما خلد الناس إلى الراحة وسكنت الحالة واطردت ... مالوا بكليتهم إلى التربية والتهذيب .. والقضايا الاجتماعية متماسكة فإذا تخلخلت ناحية اضطربت سائر النواحي ...
وقد قدمنا أثناء ذكر الحوادث وفيات علماء مشاهير ، وأدباء معروفين أيام هذه الحكومة ما يعين الحالة الراهنة والأمر الواقع ، ولا مجال للإسهاب هنا ولكننا نقطع في درجة اهتمام العراق بالعلوم ، والتهذيب وقل بالنتيجة الحضارة ومقوماتها فإنه لم ينس ذكرى الماضي ، واستعادة زهوه كلما وجد إلى ذلك سبيلا ...
نعلم أن المدارس كانت من أعظم المؤسسات العلمية والدينية ، كان ولا يزال مقياسها كبيرا ، ونطاقها واسعا خصوصا في هذا العصر فقد أنشئت مجموعة مهمة منها ... ولعل الباعث المهم أن بغداد صارت عاصمة كما أشير إلى ذلك فيما سبق أو أن النفسيات ملت من الظلم وضجرت من القسوة فمالت إلى دور العبادة ، والمدارس وركنت إلى تأسيس مثل هذه ... ونرى الأول هو الصحيح لأن العمارات زادت ، وكثر البذخ ، فانصرف أهل الخير بسبب الغنى إلى هذه العمارات ... فكانت من أكبر عوامل الثقافة ، والمعرفة العلمية الصحيحة ...
والمدارس المؤسسة في هذا العهد ، وكذا الجوامع تكفي للدلالة على الاهتمام بالعلوم والغالب أن لا يخلو مسجد من مدرسة ، ولا