وقد أطنب ابن بطوطة في الكلام على أميرها افراسياب المذكور والموضوع البحث .. وإمارتهم تسمى «الأتابكة الفضلوية» وقد امتدت سلطتها إلى تستر وايذج ... وهذه كان لسلطان العراق مقرر عليها أي أنها تابعة ومنقادة له ... ولا يسع المقام التفصيل ولا ذكر من جاء بعد افراسياب. وقد مر في المجلد الأول الكلام على افراسياب الأول ونصرة الدين أحمد وغيرهما ...
وقائع العرب (قبيلة طيىء):
في هذه السنة حدثت وقائع وحروب بين أمراء العرب من طيىء وذلك أن سيف بن فضل بن عيسى بن مهنا جمع لحرب مهنا بن عيسى ووقعت بينه وبين فياض بن مهنا وقعة انكسر فيها ، ثم تواترت الحروب ونهبوا من مال سيف .. وحصل للرعية بسبب هذه الحروب شرور كثيرة في هذه الأيام وما بعدها إلى أن قتل سيف (١) ..
الملك الأشرف ـ حصار بغداد :
في أول موسم الربيع من سنة ٧٤٨ ه تحرك الملك الأشرف من قراباغ وصال على الشيخ حسن الايلگاني متوجها إلى بغداد فعلم الشيخ بذلك فاتخذ الأهبة واستعد للكفاح. توجه الأشرف نحو قلعة كماخ أولا فلم ينل منها مأربا وكانت المواطن قد استحكمت ومنع من دخولها دلشاد خاتون والخواجه مرجان وقرا حسن فمال نحو بغداد ولما وصلها رأى البلد محكما مضبوطا أيضا فتحارب جيش الأشرف بضعة أيام فلم يحصل على طائل. وإن الأمير أحمد من مقربي الملك الأشرف تكلم مع البغداديين على ساحل دجلة بقصد الإقناع فلم يفز بغرض أيضا ، وفي الأثناء هاجمه بعض الخيالة من البغداديين فاستولى الخوف عليه وعلى
__________________
(١) الدرر الكامنة ج ٢ ص ١٨٣.