بسم الله الرّحمن الرّحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه أجمعين.
(وبعد) فللأمم سنن لا تحيد عنها ، وأنظمة ثابتة تجري عليها ، هي القدر المشترك والنفسيات العامة لأفرادها ، لا تتغير إلا بعوامل اجتماعية ، أو ظهورات وحوادث عظيمة تدعو للتنبيه ... وحالة الأمم هذه في أزمانها المختلفة ، وأوضاعها المتبدلة تحتاج إلى تدوين لنتبين نفسياتها الاجتماعية وما اعتراها من تطورات عارضة ، وحوادث أو نوازل خاصة ، ونتوضح منها إدارتها اللائقة بها ، ونواميسها السائرة عليها ، أو نهجها الذي مضت عليه ...
وشرح ذلك يطول ، وإنما نقتصر على صفحة من تاريخ هذه التقلبات والطوارىء عن قطرنا تتلو سابقتها ، وتسد بعض الحاجة ، فنراها الأولى في دراسة عواملنا الاجتماعية ، وحوادثنا النفسية لسهولة التفهم وإدراك العلاقة المباشرة من وقائعنا القومية ، وحكوماتنا المختلفة ...
ومن ثم تتوضح أوضاع السلطة الحاكمة أو المتحكمة وما ترمي