المراجع التاريخية
مراجعنا في هذا العهد غامضة ، وفي الوقت نفسه قليلة بالرغم من كثرتها وتعددها. من ناحية أن كلّا منها لا يخلو من نقل عن الآخر رأسا أو بالواسطة. وفي الحقيقة أمهات المراجع قليلة ، ونرى الفرق كبيرا جدا بين حكومة المغول السابقة ، وبين هذه الحكومة. فإن المراجع الرسمية وغير الرسمية هناك كانت كثيرة جدا ، وقد مر بنا منها ما يكاد يجعلنا نقول بأنه لم يبق خفاء خصوصا منها ما يعود إلى التاريخ العلمي والأدبي على خلاف هذه الحكومة فإن السلطان حسن الجلايري مثلا دام حكمه في بغداد نحو العشرين سنة وهو مؤسس السلطنة فيها ولم نذكر له من الحوادث ما يصلح أن يدون كوقعة أو وقائع مطردة ومتتابعة ...
وهكذا من جاء بعده. فنرى العلائق الخارجية عديدة في حين أن الحوادث الداخلية تكاد تكون مفقودة. والمعلوم أن هذا القطر لا يقف عند تلك الحوادث ساكنا هادئا لطول هذه المدة ، وبهذا الصبر الجميل مع أننا نجد أوضاعه متبدلة وأطواره متغيرة دائما كتغير هوائه وفصول سنيه.
وأساسا إن هذا العهد يعد من أنحس الأدوار وأسوئها وأيامه كلها أو غالبها ظلم وقسوة ، وسياسته متبدلة الأهواء والنزعات ، لم تدع مجالا لأحد أن يفكر في تدوين الحوادث عنها ، أو أن اضطرابها وتموجها مما دعا أن تهمل أو أن هناك وقائع قد سجلت بمختلف صفحاتها ولكنها لم