بنت أبي نصر بن أبي البدر الكاتب ، وسمع منه المقرىء شهاب الدين ابن رجب وأثنى عليه. قال : اقرأ بالمستنصرية ، وكان حريصا على الخير ، انتفع به خلق كثير. مات في المحرم سنة ٧٥٧ ه (١).
حوادث سنة ٧٥٨ ه ـ ١٣٥٧ م
جامع مرجان ودار الشفاء
أوقاف الخواجة مرجان :
لم ينقطع أهل الخير والبر في مختلف العصور والأزمان. ومن أعظم الأعمال ما خدم الثقافة وساعد على حسن السلوك ، أو نفع الجماعة مما يودي بهم من الأمراض الفتاكة ، ولعل الخواجة مرجان أراد أن يجمع بين الحسنيين الثقافة الفكرية والصحة البدنية للجماعة فوقف موقوفاته وهي :
١ ـ مدرسة مرجان :
والخواجة مرجان من ولاة بغداد ، ومن أعظم آثاره الباقية مدرسته وتعرف اليوم ب (جامع مرجان) وفيها ما يشعر بإتقان البناء ، وصناعة النقش ، وحسن الخط ما يبهر المتفرج المشاهد ، ويعين درجة مراعاة الإحكام في العمل ، والقدرة سواء من ناحية مادة البناء وبقائها على الدهر. أو من جهة الدقة في الصنع والزينة ...
قيمة هذه المؤسسة لا تقدر. وأوقافها لا تكاد تحصى .. ولا تزال بقاياها إلى اليوم ، وغلتها ليست بالقليلة .. كانت جامعة تدرس فيها أنواع العلوم وضروب الفنون .. زادت في الثقافة ، ورقت في المدارك ،
__________________
(١) الدرر الكامنة ج ١ ص ١٦٥.