قدم دمشق ، وأخذ الفقه عن ابن اللحام ، واعتنى بالوعظ وعلم الحديث وأفتى وله مصنفات منها مختصر المغني سماه (الخلاصة) ، وشرح الشاطبية ، وجمع كتابا سماه (القمر المنير في أحاديث البشير النذير) ، وشرح الخرقي في مجلدين ، واختصر الطوفي في الأصول ، وعمل عدة الناسك في معرفة المناسك ، ومسلك البررة في القراءات العشرة ، وجنة السائرين الأبرار ، وجنة المتوكلين الأخيار تشتمل على تفسير آيات الصبر والتوكل في مجلد ، وشرح الجرجانية وغير ذلك.
ولي قضاء بيت المقدس بعد فتنة اللنك ، وطالت مدته ، وجرى له فصول ، ثم ولي المؤيدية بالقاهرة ، ثم قضاء الديار المصرية في جمادى الآخرة سنة ٨٢٧ ه ثم ولي قضاء دمشق في دفعات مجموعها ثماني سنوات. وكان يسمى (قاضي الأقاليم) لأنه ولي قضاء بغداد نحو ثلاثة سنوات ، وبيت المقدس ، ومصر ، والشام وكان فقيها دينا ، متقشفا عديم التكلف في ملبسه ومركبه ، له معرفة تامة ، وكانت جميع ولاياته من غير سعي.
توفي بدمشق ليلة الأحد مستهل ذي القعدة ، وفي الضوء اللامع في مستهل ذي الحجة ، ودفن عند قبر والده بمقابر (باب كيسان) ... وفي الضوء تحامل عليه ، ونقد لبعض المؤرخين في إيراد نسبه وتفصيل لترجمته (١) ...
حوادث سنة ٨٤٧ ه ـ ١٤٤٣ م
هذه السنة وما بعدها قضاها الأمير أسپان في حرب المشعشع أيضا ... وليس لدينا ما نزيده هنا ...
__________________
(١) الشذرات ج ٧ والضوء اللامع ج ٤ ص ٢٢٢.