حوادث سنة ٨٥٥ ه ـ ١٤٥١ م
تستر ـ العراق :
كانت حالة إيران مضطربة كما مر. وزاد في الطين بلة وفاة السلطان محمد بن بايسنقر في ١٥ ذي الحجة من هذه السنة ، كان قد قتله أخوه بابر أثناء الحرب معه ودخلت الممالك التي تحت إدارته في حكم بابر. وحينئذ راسل علي ماماش (١) من تستر كلّا من ألوند وپير بوداق يدعوهما إلى استلام البلدة وكان واليا بها من قبل السلطان محمد. فأرسل پير بوداق سيدي علي إلى تستر فوصل إليها ودخلها قبل وصول ألوند. فلما جاءها ألوند رأى أن الأمر قد فاته فتوجه إلى الجغتاي ... وتقررت تستر لسيدي علي ومن ثم مضى علي ماماش إلى پير بوداق في بغداد ...
حوادث سنة ٨٥٦ ه ـ ١٤٥٤ م
اكتساح فارس وعراق العجم :
لما أن جاء علي ماماش إلى بغداد واتصل بالوالي پير بوداق أبدى له أن البلاد خالية وليس فيها أحد فلو توجهت إليها لأخذتها بسهولة. فعندها عزم پير بوداق إلى عراق العجم وفارس. فكان خروجه من بغداد نهار الأحد ٤ ربيع الأول من هذه السنة ، وأناب عنه في بغداد أمير سيدي محمود ليقوم مقامه في إدارة شؤون المملكة ، فسار پير بوداق بعساكره ومعه علي ماماش فحاصر بلدة قم ، فأخذها في غرة جمادى الآخرة ، ثم استولى على جربادقان في ٨ رجب ، ثم افتتح أصفهان في ٢٠ رجب ، فاستقبله أكابرها فجمعهم وأرسلهم إلى بغداد ، وبعدها أخذ
__________________
(١) إن الترك لا يزالون يسمون بهذه التسمية فيقولون ممش بالتخفيف.