وقال :
«أما پير بوداق فبينما هو في شيراز إذ سمع بمجيء ألوند إلى قلعة طبق وقد ترك بنيه وأهله في القلعة وتوجه إلى الجبل فسار إليه پير بوداق فهرب منه فساقوا خلفه فتشتت عنه عسكره وبقي مفردا. وكاد يهلك من العطش فوقف حتى أدركوه في برية فوق كرمان ...
فأول من وصل إليه پروانه بن علي ماماش فضربه على صورته فغلب الدم عليه ولم يبق له واعية فلحق پير بوداق. فلما رأى أنه لم يبق فيه رجاء شتم ضاربه وحز رأسه وذلك يوم الأربعاء ٢٢ رمضان لسنة ٨٦٠ وأرسله إلى جهان شاه ورجع پير بوداق إلى شيراز فلم يمض على ذلك ثلاثة أيام إلا جاء الخبر بأن المولى عليا المشعشع قد أخذ كردستان وبهبهان وأكثر توابع شيراز فتوجه نحوه فوجده محاصرا لقلعة بهبهان وهو مجروح مريض لا يستطيع الركوب. وذلك أنه كان يسبح في بعض الأيام في النهر الذي قرب القلعة تحت شجرة نبق وإذا بشخص نزل من القلعة وهم لا يرونه يسمى محمود بهرام فوقف قريبا منهم وكان السلطان يسبح مع ثلاثة من أمرائه فسلم عليهم فقالوا من أنت فقال إني هارب من القلعة وأريد الانضمام إلى معسكر السلطان ووقف حتى خرجوا من الماء. فرأى الثلاثة يخدمون الواحد فتحقق أنه السلطان فمد القوس ورماه بسهم فخرق حالبه ونفذ إلى وركه وفر هاربا ، صاعدا إلى القلعة فحمل وليس به حراك ووضع في الخيمة وهو في حال رديئة.
وفي تلك الأثناء طيرت الأخبار إلى پير بوداق بأن المولى عليا مجروح وهو محاصر قلعة بهبهان فتوجه إليه.
فلما ترءاى عسكر پير بوداق ورأوا غبار العساكر أخبروا المولى عليا بذلك فقال قابلوهم فركبوا عليهم وساروا على پير بوداق فكسروه أول مرة فوصل پير قلي إليه وأمده بعسكره فكروا على المشعشعين