حوادث سنة ٨٦٦ ه ـ ١٤٦١ م
عودة الأمير پير بوداق :
كان هذا الأمير قد ذهب إلى شيراز ، وبقي خارج العراق عشر سنوات ، قضاها في الحروب ... وذلك اعتبارا من وفاة السلطان محمد بن بايسنقر بن شاه رخ في ١٥ ذي الحجة سنة ٨٥٥ ه وقتله أخوه ميرزا باير ، فتوجه الأمير نحو جهة ، ووالده جهان شاه نحو أخرى. فسخروا فارس وبلاد عراق العجم ، وكانت تحت سلطة ميرزا محمد بن بايسنقر المذكور ... كما أنه حينما توفي باير في ٢٦ ربيع الثاني سنة ٨٦٢ ه سار جهان شاه إلى هراة فاستولى عليها ... وعلى هذا تحرك أبو سعيد (١) من سمرقند ومضى لمقاومة جهان شاه ... وهذا لم يسعه إلا تسليم هراة والصلح مع أبي سعيد على إنكار في ١ صفر سنة ٨٦٣ وخرج جهان شاه هاربا وألقى في الطريق أثقاله ... وبعد ذلك عصت على جهان شاه مدينة أصفهان فدخلها قهرا ودمرها ... ثم منحها إلى ابنه محمدي ميرزا كما أنه جعل شيراز في قبضة ابنه پير بوداق وأعطى كرمان لابنه الآخر يوسف ميرزا. ويزد أودعت إدارتها إلى امرأته ...
وهكذا اقتسموا مملكة إيران فمضى الأمر على هذا مدة ...!
ثم حدثت منافرة بين الأمير جهان شاه وابنه پير بوداق بسبب ساتلمش (صاتلمش) الشيرجي فأرسل إلى ابنه پير بوداق يطلب منه فلم يلتفت إليه وحينئذ كتب إليه إما بغداد وإما شيراز وإلا أخذهما قهرا ... وتوجه جهان عليه فلما علم پير بوداق خرج من شيراز بعسكره وأتباعه مع جماعة من أهل شيراز من صناعها وكتابها وأرباب الحرف والصنايع منها ... ومضى إلى كريوة ماهين وتنك براق وصنع سورا وتأهب
__________________
(١) هو ابن ميرزا محمد بن ميران شاه بن تيمور.