شاه خارج المدينة يعمل أيضا أعماله الرديئة ...
مضى على هذه مدة. ولم يبق في البلد إلا القليل من الناس وحينئذ أراد حسين طرخان وجماعة من الأمراء المخابرة مع جهان شاه فراسلوه وواعدوه على يوم معين تلقي الحرب أوزارها ويسلمون إليه البلد. وذلك أن جماعة بينهم حسين طرخان كانوا يتحدثون في السور تحت بعض الجدران وإذا بصبي يسمع من وراء جدار ولم يشعروا به حتى استوفى جميع ما أسروا وجاء إلى نسيب له من نوكرية پير بوداق وقص عليه القصة ... فذهب من ساعته وأخبر پير بوداق بذلك فركب من ساعته إلى بيت حسين طرخان وأخرجه من بيته وجاء به وأرسل من جاء بأخيه طرخان وقيدهما وسجنهما وقتل من كان قد خامر معهما من الأمراء والنوكرية وتركهما ذلك اليوم حيين وألقى جهان شاه الحرب على بغداد على الوعد الذي كان بينهم وبأمل أن يسلموه البلد ...
فلما رأى پير بوداق أن الحرب قد طالت ضرب أعناقهما وأرمى بها من السور إلى جهان شاه وقيل هذه رؤوس فلان وفلان.
فحين عاين ذلك أبطل الحرب وأطفئت الفتنة.
حوادث سنة ٨٧٠ ه ـ ١٤٦٦ م
الصلح ـ قتلة پير بوداق :
دام الحصار مدة سنة وخمسة أشهر ونصف ثم انبرم الأمر على أن پير بوداق يختار من جماعته مقدار مائة فارس ويخرج من الجانب الغربي فيعطيه جهان شاه خيلا ودوابّ وجمالا ويمر على وجهه أينما شاء ويسلم البلد إلى جهان شاه.
وكان في نيته أن يتوجه إلى شاهسوار ... وبينما هم في هذا الأمر وقد فتحوا أبواب المدينة ودخلوا وأخرج الناس إذ هرب من پير بوداق