حوادث سنة ٨٧٢ ه ـ ١٤٦٧ م
قتلة جهان شاه :
اضطربت كلمة المؤرخين في سبب قتلة جهان شاه واختلفت آراؤهم في تفسيرها ... ونذكر بعض النصوص الواردة في أشهر التواريخ قال في كلشن خلفا :
«كان للسلطان حسن الطويل خصومات مع جهان شاه متأصلة. فلما سمع بوفاة پير بوداق أظهر السرور الزائد وأبدى أن العدو كان شابا فهرم ... وعندئذ وصل لمسامع جهان شاه ما أظهره السلطان حسن الطويل فهاج غضبه وتحركت نخوته فجهز نحو خمسين ألفا من المحاربين وهاجم الطويل فلم يطق هذا صبرا على ملاقاته فصار يهرب من وجهه يمينا ويسارا ويختفي من النظر إليه ... وبهذا أراد أن يعجز جهان شاه من مطاردته في المواطن الجبلية والأراضي الوعرة. وبعد المشاورة مع أمرائه قرر لزوم تأخير السفر إلى السنة القادمة فأجاز جهان شاه عساكره ولم يبق معه سوى خمسة آلاف أو ستة فمضى بهم جانبا للاستراحة لما أصابه من التعب والعناء ... وكان عدوه يترقب الفرص ولم يكن غافلا عما جرى من تسريح الجيش فانتهز الفرصة ، واغتنم هذه الغفلة ، عرف بالحالة فمضى مسرعا غير متوان فقضى على جهان فذهبت مقارعاته في أيامه الطويلة هباء وصارت أتعابه كأن لم يقع منها شيء وماتت حكومته كأن لم تغن بالأمس فخلفتها (حكومة آق قوينلو)» ا ه (١).
وجاء في كنه الأخبار :
«في سنة قتلة ابنه (في ذي القعدة سنة ٨٧٠ ه) سار على أبي النصر حسن الطويل بأمل اكتساح ديار بكر وهذا ركن إلى التدابير
__________________
(١) كلشن خلفا ص ٥٢ ـ ١.