خليل وفي الغياثي أنه رضي عنه بشفاعة والدته فإنها خالته (١) ... وأقطعه بغداد والعراق قبل وفاته على ما سيأتي.
حوادث سنة ٨٧٦ ه ـ ١٤٧١ م
حروب وفتن :
قال ابن إياس كانت الفتن المهولات في هذه السنة ببلاد فارس والشرق بين حسن الطويل وبين ملوك هراة وسمرقند (٢) ولكن لا نرى في هذا ما يدعو إلى التهويل ، وإنما القوم أصابتهم بهتة فتركوا السلاح وذلوا شأن كل من يترك عزّه ويلجأ إلى حب الحياة المهانة ...
والأمر الأعظم ما كان بين العثمانيين وبين البايندرية وكانت هذه الحكومة مشغولة في تدبير الممالك المفتوحة وتقرير أوضاعها وتعيين ولاتها ... وبينا هي في هذه الحالة إذ استنجد پير أحمد القرماني بملكها حسن الطويل لما أصابه من العثمانيين من اكتساح مملكتهم ... وكان السلطان العثماني آنئذ محمد الفاتح ابن السلطان مراد فالتجأ پير أحمد مستفزعا ووصل بنفسه إلى حدود أذربيجان فأرسل إليه الطويل بالعساكر نجدة له في أواخر شهور سنة ٨٧٦ ه وكان مقدمهم أمير بيك فأخذوا توقات وسيواس وعدة مدن. وكان قد اجتمع عسكر السلطان محمد في أنقرة فأراد أمير بيك أن يرجع فلم يدعه ابن قرمان فتوجه أمير بيك بالعساكر نحو أنقرة وتواقعوا مع جيش السلطان فانكسر عسكر أمير بيك وهربوا.
فلما وصلوا إلى البيرة وطلبوا العبور من الفرات ورموا بأنفسهم إلى بلاد الشام حسب وصية حسن بيك من أن القوم أصحابهم قالوا لهم
__________________
(١) جامع الدول وعالم آراي أميني.
(٢) بدائع الزهور ج ص ٦٩.