فوض أحمد إيالة كرمان إلى أبيه سلطان وهذا سار من أذربيجان إلى أنحاء كرمان وبعد أن قطع عدة مراحل جاءته الرسائل من قاسم پرناك كان أرسلها إليه وفيها حرضه على طلب دم أخيه واتفقا على ذلك وتأكدت العهود بينهما وفي الحال اتصل قاسم پرناك وجيشه بأبيه سلطان فسمع أحمد بالخبر عن هذه الحادثة فجمع جيشه وسار لدفع غائلة أولئك فالتقى الفريقان في أنحاء أصفهان فاستعرت نيران المعركة فكانت الوقعة دامية جدا وقد كتب النصر فيها لأبيه سلطان وقاسم پرناك وقتل أحمد بعد أن قضى نحو ستة أشهر في سلطنته ... ا ه (١).
هذا وصفوة القول أنه بعد قتلة أحمد بيك صارت دولة آق قوينلو سائرة إلى الدمار فاتفق القوم على الباطل وزاد النفاق بينهم ... ولم يبق من نسل حسن بيك سوى ثلاثة أطفال وكل واحد منهم في ناحية. فمن هؤلاء سلطان مراد بن يعقوب كان في شيروان ، وألوند بيك ابن يوسف بيك في أذربيجان ، وأخوه محمدي في يزد. ومن ثم صارت البايندرية إلى ثلاثة أحزاب كل حزب منهم مع واحد فأعلن السلطنة فتقاتل الأمراء فيما بينهم ، وسعى كل منهم في القضاء على الآخر وعادت الممالك خرابا ... إلى أن ذهبت السلطنة منهم فانقرضت على ما سيجيء شرح ذلك ... (٢).
ألوند بيك :
لما قتل أحمد بيك لم يكن لدى أبيه سلطان ، من الأسرة المالكة من هو أهل للقيام بأمور المملكة فكانت الخطبة تقرأ في العراق باسم السلطان مراد. وتضرب السكة باسمه ، وتصدر الأوامر والمراسيم
__________________
(١) حبيب السير.
(٢) منتخب التواريخ ص ١٩٢ وجامع الدول.