الأسرة الحيدرية في بغداد
من بيوت العلم المعروفة في بغداد ، تنتسب إلى إبراهيم أخي الشاه إسماعيل ، وكان قد تغيب ، وترك الطريقة إلى أخيه ، وذهب لحاله ، لا يدرى أين طوح به الزمان ... وقد عرفنا إبراهيم فصيح الحيدري أنه ذهب إلى ما وراء النهر ، وعاش هناك ، ومن أحفاده محمد بن حيدر پير الدين ابن الشيخ أمين الدين بن پير الدين بن إبراهيم المذكور كان أول الواردين من وراء النهر إلى العراق ، كان يتكلم باللغة التركية الجغطائية ، وهذا قد ولد ابنه حيدر في العراق وكان أول أجداده الذين عرفوا به (أسرة الحيدرية). ومن ثم توالى علماؤهم في العراق ، واشتهر من بين أفرادها علماء عديدون ، منهم صبغة الله الحيدري برز في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري ، وتراجم علمائهم مدونة في كتب عديدة ، في سلك الدرر ، وفي شمامة العنبر ، وفي الروض النضر ، ومطلع السعود ، وفي عنوان المجد. وكل ما يقال عنهم أنهم خدموا العلم في العراق ، وقاموا بالتدريس والتعليم ، فبقي لهم الذكر الجميل ، وسنعود للموضوع عند الكلام على علمائهم الواحد تلو الآخر ... وأرى مكانتهم العلمية فوق النسب ، والأسرة يذكر فضلها بما أسدته للمملكة من خدمات صادقة ، وثقافة قويمة ... وهذه قامت من ذلك بنصيب ونرى معالي داود الحيدري في زمن وفاة والده المرحوم السيد إبراهيم الحيدري قد عين أن أصلهم من الكرد ، فلا مانع ولا تضاد في الأمر عاشوا في العراق ببلاد الكرد ، ثم مالوا إلى بغداد ، فإذا قلنا كرد فذلك صحيح وإذا قلنا بغداديون فلا نعدو شاكلة الصواب ... ولا تنكر هذه العلاقات ببغداد والكرد ، وغيرها ... أعضاء فعالة ونافعة جدا إلى أن تحولت الثقافة في أيامنا هذه. فقد كان الطريق العلمي والديني انتهى بمعالي الشيخ إبراهيم فقد نال مكانة علمية معروفة أيام الترك العثمانيين وفي عهد الحكومة العراقية وسنتعرض لمكانته ومؤلفاته في محلها من كتابنا ، واليوم تحولت الثقافة ، ومالت الفكرة إلى ثقافة جديدة ...