للعراق علاقة بها سوى ميل بعض العراقيين لجانب الشاه لا بأمل استقلال العراق وإنما كان بالإخلاص للشاه وإظهار الحب له .. ولم يدخل في فكر العراقي آنئذ حب الاستقلال والنزوع للحكم الذاتي .. والتاريخ في صفحاته يعين أن الأمة متى تفرقت ، وتحكمت فيها الطائفية الممقوتة انحل كيانها وأضاعت استقلالها ، وفاتتها الفرص. فبينما كان الواجب على العراق أن يتأهب ليوجد له مركزا ويكون حكومة صار يسير بعض أبنائه لمساعدة الأغيار والتفادي في سبيل مصلحتهم.
وفيات
(قاضي بغداد):
في سنة ٩١٧ تقريبا توفي المولى قوام الدين يوسف العالم الفاضل الشهير (بقاضي بغداد) كان من بلاد العجم من مدينة شيراز وولي قضاء بغداد مدة فلما حدثت فتنة ابن أردبيل (ابن الأردبيلي وهو الشاه إسماعيل) ارتحل إلى ماردين وسكن بها مدة ثم رحل إلى بلاد الروم فأعطاه السلطان أبو يزيد (بايزيد) سلطانية بروسه ثم إحدى الثمانية.
وكان عالما متشرعا ناقدا وقورا. صنف شرحا عظيما على التجريد وشرحا على نهج البلاغة وكتابا جامعا لمقدمات التفسير وغير ذلك (١).
حوادث سنة ٩٢٠ ه ـ ١٥١٤ م
وقعة جالديران :
لم يكن للناس حديث سوى التطلع إلى ما سيقع ، وما يتولد من النتائج فكانت التأهبات والاستعدادات للحرب بلغت النهاية من الاهتمام .. ولم تمض مدة إلا وجاءت الأخبار بوقوع الحرب في أوائل
__________________
(١) الشذرات ج ٨ ص ٨٥.