العقيدة حرة. فنرى المؤرخين ينقلون القسوة والحيف إلا بعض كتاب العجم من صنائعه ... بل نجد بين مؤرخي الإيرانيين من يندد بسياسته ويعدها خرقاء ... أوردنا فيما سبق من النصوص ما ينبىء بغروره قبل كسرته ، وبذلته بعدها وانهزامه من وجه العثمانيين ، ولم يجسر أن يأخذ بحيفه بل قامت عليه مملكته وصار يركن دائما إلى الانحراف عن وجه عدوه ... وهكذا فعل أخلافه من بعده ... ولا نطيل في تاريخ حياة الشاه إسماعيل وغاية ما نعلم عنه أنه صوفي الأصل ، نشأ نشأة تركية وله ديوان في التركية ومخلصه في أغلب قصائده (خطائي) وفي كشف الظنون ذكر ديوان خطائي وهو ديوانه ...
وما قام به العثمانيون من معاملته كان مبناه المقابلة بالمثل وهذا أيضا لا مبرر له ، وفيه غفلة عن قاعدة (لا ضرر ولا ضرار) وقبيل وفاته انتزعت العراق منه فاستقل بها بعض أمرائه للاعتقاد بأن حكومته سائرة للزوال ... والإيرانيون يجدون أنه الوحيد الذي جعل كيانا خاصا لإيران ، وقوى آدابها ... والحق أنه سعى سعيا بليغا لاستقلال إيران.
حكومة ذي الفقار
لم يستمر حكم الصفويين في العراق وقد ثار عليهم ثائر قضى على حكومتهم هنا .. وهذا أيضا لم تلبث حكومته إلا قليلا فماتت. وذلك أنه في هذه الأيام دارت الدائرة على الحكومة الصفوية ... فكانت تستمد من أمرائها في الأطراف وتطلب المعونة منهم بإلحاح لتوقيف الاضطرابات المتوالية ، أو الثورات الناشبة عليهم ...
ومن أهم الوقائع حادثة ذي الفقار الثائر على حكومة الصفوية وذلك أن أمراء قبيلة موصلو وهم أمير خان وأخوه إبراهيم خان كان لهما ابن أخ هو ذو الفقار بن نخود سلطان. وكان هذا حاد المزاج ، حار الطبع إلا أنه مشتهر بالسخاء والشجاعة فمالت إليه القلوب وأحبته. وقد